محتوى الدليل:
أولاً- الأخلاق في مجال التدريس لمرحلة الليسانس.
ثانيًا- الأخلاق في التقييم والامتحانات.
ثالثًا- أخلاق المهنة في الأنشطة والعلاقات الطلابية.
رابعًا- أخلاق المهنة في الإدارة والعلاقات مع أولياء الأمور.
مقدمة
لا ريبَ في أن الأخلاق ركيزة مهمة في حياة الأمم، فقد بُعِثَ الأنبياء لتتميم مكارمها، وتَعَاقَبَ المصلحون على تشييد دعائمها؛ لأنها ميزان العدل، وضمان الاستقرار.
ولكل مهنة أخلاقٌ تمثل دستورًا غير مكتوب للمبادئ التي تحكم العمل، والقواعد التي تضبط التصرفات، وتتمثل في مجموعة الصفات الحميدة والسلوكيات الفاضلة التي يتعين أن يتحلى بها صاحب هذه المهنة أمام الله أولاً، ثم أمام نفسه ومجتمعه.
ومهنة التعليم هي مهنة الأنبياء والمصلحين، ومن ثم تحتَّم على المشتغلين بها أن يَتَّسِمُوا بجملة من الأخلاق الفاضلة التي تضبط سلوك المعلمين، وتمثل مرجعية خلقية لتصرفاتهم، حتى تحقق العملية التعليمية غايتها المنشودة بكفاءة واقتدار.
وهذا الدليل بين يديك، تستطيع قراءته وحدك وتأمُّل أفكاره والدخول في حوارٍ مع نفسك حول ما يثيره من تساؤلات، ومن ثم التوصُّل إلى استخلاص النتائج وإصدار الأحكام بمفردك. ومع ذلك فإن المشاركة مع آخرين ستكون أكثر فائدة، إن لم يكن لشيء؛ فلغرض تبادل الرأي والاستماع إلى آخرين والتعرُّض لانتقاداتهم، فذلك يثري تجربة التعلم بلا حدود.
ليس هذا الدليل قائمةً بالقواعد الأخلاقية الواجبة أو قائمة بالمسموحات والمحظورات، كما لا يقصد منه أن يكون ميثاقًا أخلاقيًّا يتضمن الإجابات عن كل التساؤلات، وإنما هو إطار مرجعي نستهدي به في مناقشة قضايانا الأخلاقية، وفي التوصُّل إلى المبادئ والقواعد الواجبة الاتِّباع، كما أنه أداة لتنمية القدرة على إصدار الأحكام الأخلاقية في مواجهة مختلف المواقف العملية.
- فائدة الاهتمام بأخلاقيات العمل في الجامعة:
< >يسهم في تحسين المجتمع الجامعي كله.يدعم البيئة المواتية لروح الفريق وزيادة الإنتاجية.يدفع المتعاملين إلى اللجوء في تعاملاتهم إلى الجهات الملتزمة أخلاقيًّا، فالممارسة الجيدة تطرد الممارسة السيئة من ساحة العمل.- فائدة الالتزام بأخلاقيات العمل في الجامعة:
< >يسهم في شيوع الرضا الاجتماعي.يُشعر أعضاء الجهاز الأكاديمي والإداري والطلاب بالثقة بالنفس.يدعم عددًا من البرامج الأخرى؛ مثل برامج التنمية البشرية – برامج الجودة الشاملة – برامج التخطيط الاستراتيجي.
الأخلاق المهنية في مجال التدريس
أولاً- الأخلاق في مجال التدريس لمرحلة الليسانس:
اضطلعت كلية اللغة العربية بالقاهرة بإعداد هذه الوثيقة التي تمثل دليلاً أخلاقيًّا لكل مشتغل بمهنة التدريس فيها؛ لتكون نبراسًا يأخذ بأيدي العاملين نحو ذروة الكمال المنشود.
وتتمثل هذه الأخلاق فيما يلي:
1- التدين: فجامعة الأزهر كانت – ولا تزال – جامعة إسلامية، تُحَتِّم على العاملين بها عامة، وعلى عضو هيئة التدريس خاصة، أن يكون ملتزمًا دينيًّا، مؤدِّيًا للواجبات الشرعية، منتهيًا عن المحرمات، متحلِّيًا بالأخلاق التي حضَّ عليها الشرع الحنيف؛ لأنه داعية بتصرفه وسلوكه قبل لسانه وقلمه.
2- الإخلاص: فكل عملٍ لا يرجو صاحبُهُ من ورائه رضا الله تعالى والنهوضَ بأمَّته يذهب هباءً منثورًا؛ لأن غايته زائفة، أما إذا عظمت الغاية وشرفت المقاصد فسوف يأخذ الإخلاص بأيدي أصحابه نحو مراقي التجويد والإتقان.
3- الأمانة: فلا بدَّ أن يكون عضو هيئة التدريس متحلِّيًا بالأمانة العلمية أولاً، فلا تمتدُّ يده إلى جهد الآخرين دون إشارة، وهذا يقتضي أن يلتزم قواعد البحث العلمي في النقل والاقتباس والتلخيص، وإرشاد الباحثين، ومتحلِّيًا بالأمانة في أداء عمله داخل المحاضرة؛ لأن الله رقيب عليه، ومتحلِّيًا بالأمانة في أعمال الامتحانات فلا تتسرب منه الاختبارات أو النتائج ضمانًا لسرِّيَّة الامتحان وحياده.
4- العدالة: فعضو هيئة التدريس إن لم يكن عدلاً في إشراك طلابه في المحاضرة، عدلاً في تصحيح أوراق الإجابة، لا تدفعه المجاملة إلى المحاباة، ولا يحثُّه الشنآن على التحامل؛ ضمانًا لوصول الحق إلى أصحابه، ومنعًا لوصول من لا يستحق إلى ما ليس له، وهذا يقتضي منع الغش منعًا باتًّا، وتطبيق القانون تطبيقًا صارمًا على الغاشِّين والمزوِّرين.
5- الاطِّلاع: فقد أصبح تدفق المعارف اليوم يصيب المتابعين باللهاث، ومن ثم تعيَّن على كل مشتغل بالتعليم أن يبذل غاية جهده في سبيل متابعة الجديد في مهنته، حتى لا يتخلف عن الركب، ومن ثم ينقل عدوى التخلف إلى طلابه؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ومن لوازم ذلك الاطِّلاعُ على مستحدثات التقنية، بحيث يتقن عضو هيئة التدريس مهارات التعامل مع الحاسب الآلي، وتحويل مقرراته إلى صورة إلكترونية، بحيث يستخدم العروض التقديمية أمام طلابه، ويطلعهم على مصادر المعرفة الإلكترونية المتاحة على شبكة الإنترنت.
6- الدقة: فالعمل العلمي ينبغي أن ينأى عن العشوائية وعن التعميم؛ لأننا في زمان التخصصات الدقيقة، وهذا يحتِّم على المشتغل بالتعليم أن يدقِّق في كل كلمة تنبس بها شفتاه، وكل حرف يخطه قلمه.
7- حسن استثمار الوقت: فوقت المحاضرة محدود، ولا ينبغي أن يذهب سُدًى في غير ما أُعِدَّت له المحاضرة من الشرح والأنشطة، حتى يستفيد الطالب بكل دقيقة، بل بكلِّ ثانية وهو بين يّدّيْ أستاذه، وهذا يقتضي الإعداد الجيد للمحاضرة، وتحديد عناصرها تحديدًا دقيقًا، وتوزيع وقت المحاضرة على كافة عناصرها بصورة عادلة، وتوزيع جميع المحاضرات على ساعات الفصل الدراسي كاملاً.
8- احترام الآخرين: يتعين على كل مشتغل بمهنة التدريس أن يحترم الآخرين ابتداءً من القيادات الأكاديمية والإدارية، ومرورًا بزملائه من أعضاء هيئة التدريس، ووصولاً إلى العاملين من الموظفين الإداريين والعمال، وانتهاءً بالطلاب، وهذا يستلزم توقير الصغير والكبير، ومراعاة شعوره، وعدم السخرية من قوله أو سلوكه.
9- أدب الحوار: لا بدَّ من التزام عضو هيئة التدريس بأدب الحوار سواء مع زملائه أو طلابه، وهذا يقتضي احترام كل الآراء، والإنصات إليها، وتجنب السخرية من الرأي أو صاحبه، وهذا من شأنه أن يدفع الطلاب إلى المشاركة الفاعلة في الأنشطة التعليمية دون خوف أو خجل، ويُنَمِّي فيهم قدرات التفكير المنطقي الإيجابي، وكل ذلك من شأنه أن يبني الشخصية الإيجابية الفاعلة من الطلاب.
10- حسن المظهر: لا شكَّ في أن المعلم قدوة لطلابه في كل تصرف يصدر عنه، وليس من المقبول أن يقف المعلم بين يَدَيْ طلابه في هيئة رثَّةٍ تدعو إلى السخرية منه أو الإشفاق عليه، بل عليه أن يتحلى بحسن المظهر ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، متجنِّبًا البدع المظهرية سواءً في الملابس أو في الشَّعْر أو غير ذلك مما قد يحمل على السخرية منه.
11- الجِدِّيَّة: ينبغي أن يكون عضو هيئة التدريس جادًّا رزينًا وقورًا بين يَدَيْ طلابه؛ لأن التخلِّيَ عن الجد إلى الهزل، وعن الوقار إلى التبسُّط قد يحمل الطلاب على الاستهتار به، أو السخرية منه، وهذا يؤثر سلبًا على مادته العلمية التي قد لا يتلقاها الطلاب بما ينبغي من الجد والانضباط.
12- التواضع: ليس من المقبول أن يتكبر عضو هيئة التدريس على أيٍّ ممن حوله، ولو كان أقلَّ منه سنًّا أو رتبةً أو مكانةً، وإنما يلزم التواضع مع إخوانه، وخفض جناح الذل للمحتاجين من طلاب المعرفة، وتيسيرها لهم.
13- التفاؤل: على عضو هيئة التدريس أن يدخل محاضرته فَرِحًا متفائلاً، وأن يتجنب العبوس والتيئيس من المستقبل، بل يبسط الأمل لطلابه حتى يقبلوا على الدرس بنفوس منشرحة، وآمال ممتدة، وهمم بعيدة عن الإحباط والقنوط.
14- المرونة: تتجلى مرونة عضو هيئة التدريس في استخدام أسلوب التدريس الذي يحقق الهدف المرجُوَّ، دون جمود أو توقف أمام موروثات جامدة قد لا تلائم طلابه اليوم، كما ينبغي أن يكون مَرِنًا دون تسيُّب في تطبيق روح اللوائح على كل قضية تطرح بين يديه، سواء في الجانب التعليمي أو الإداري.
15- تجنُّب مواطن الشبهة: يجب أن ينأى عضو هيئة التدريس عن تدريس مادة يكون بين طلابه فيها قريب له من الدرجة الأولى أو الثانية، أو أن يشارك في أيِّ عمل من أعمال الامتحانات أو النتائج لطلاب من أقاربه؛ حتى لا تحوم شبهات حول نتائج هؤلاء الأقارب، ومن ثمَّ يكون ذلك سببًا في خرق قواعد العدالة، ومن ألزم ما يتورع عنه عضو هيئة التدريس قبول الهدايا والتبرعات بكافة صورها؛ لأنها باب شبهة عظيمة تطعن في شرفه وعدالته.
16- نفع المجتمع: ما دام خير الناس أنفعهم للناس فينبغي أن يعمل عضو هيئة التدريس على أن يكون عنصرًا إيجابيًّا فاعلاً في المجتمع، يشارك في البرامج الإعلامية والأنشطة التثقيفية، والمساعدات الاجتماعية، حريصًا على أن يسخِّر بحوثه العلمية في خدمة مجتمعه الصغير أو الكبير بما يضمن النهوض به.
17- الانتماء: يتعين على عضو هيئة التدريس أن يكون ولاؤه للجامعة التي يعمل فيها، بحيث يسعى إلى النهوض بها، وإبرازها في صورة مشرفة في كافة المحافل الإقليمية والدولية، وهذا يستلزم ألا يجعل من وظيفته الجامعية سُلَّمًا إلى مآرب شخصية لا تخدم مصلحة الجامعة التي يعمل فيها.
18- المشاركة في الأنشطة الطلابية: فالعمل الجامعي بناء متكامل لتشكيل عقل الطالب، والأنشطة الطلابية ثقافية أو رياضية أو اجتماعية لها دورها الفاعل في تشكيل عقل الطالب ووجدانه، ومن ثم ليس من المقبول أن ينعزل عضو هيئة التدريس عن مشاركة أبنائه في جميع تلك الأنشطة، وتوجيههم من خلالها إلى الأخلاق الكريمة والمثل العليا.
19- الالتزام بمعايير الجودة: على عضو هيئة التدريس ومعاونيه أن يلتزموا بالمعايير القياسية للجودة (رسمية أو غير رسمية) في تحديد محتويات دروسهم، وفي أساليبه، وفي الأنشطة المصاحبة للدرس.
ثانيًا- الأخلاق في التقييم والامتحانات:
1- توخِّي العدل والجودة في تصميم الامتحان:
المطلوب مهنيًّا أن يعكس الامتحان ما تم تدريسه وما تم تحصيله، وأن يقيس كل المهارات التي يستهدفها المقرر، وأن يفرز مستويات الطلاب بعدالة دون تشدُّد ودون تسيُّب، فالامتحان وسيلة نقيس بها تقدُّم الطالب في الدراسة، وليس وسيلة لمنحهم درجاتٍ يحصلون بها على شهادات لا يستحقونها.
2- الالتزام بآليات ضمان عدالة تقييم الطلاب.
- الامتحانات التحريرية:
أ- أن يوقِّع جميع المصحِّحين – إنْ تعددوا - على كراسة الإجابة.
ب- وجود آلية لتظلمات الطلاب.
- الامتحانات الشفوية:
أ- إعطاء فرصة كاملة للطالب للإجابة عن السؤال.
ب- ألا يزيد عدد الطلاب الممتحنين في اللجنة عن اثنين.
ت- أن تتوافر بيئة مريحة للامتحان.
ث- ضرورة وجود عدد (2) ممتحنين على الأقل.
ج- عدم انفراد ممتحن بوضع الدرجة.
ح- ضرورة وجود معيار لقياس إجابة الطلاب؛ وذلك لضمان المصداقية.
خ- تعدد مجموعات الأسئلة.
3- الإعلان العام عن نظام التقويم والامتحان:
من العدل أن يعرف الطالب أساسيات نظام التقويم والامتحان الذي سيخضع له، ومن العدل أيضًا أن تتاح هذه المعلومة لكل الطلاب على السواء، وقد يكون مناسبًا إتاحة الفرصة للطلاب لإبداء آرائهم في النظام حتى ولو لم تكن تلك الآراء ملزمةً لعضو هيئة التدريس ومعاونيه أو للإدارة، وهذه مسئولية مهنية.
4- التزام الدقة والعدل في تصحيح الإجابات: (هذا التزام قانوني لا أخلاقي)
يجب توخِّي الدقة التامة والعدل في أعمال التصحيح وإعطاء الدرجات ليحصل كل طالب على ما يستحقه. والأفضل مهنيًّا هو توزيع الدرجات في أثناء تصميم الامتحان، على أن يكون هذا التوزيع معلنًا للطلاب ومكتوبًا على ورقة الأسئلة؛ حتى يقرر الطالب كيف يوزع وقته وكيف يرتب إجاباته وفق تقديره هو لإمكاناته، وفي ذلك عدل ومساواة وتكافؤ فرص بين الجميع.
5- مراعاة السرية التامة في جميع أعمال الامتحانات حتى إعلان النتائج: (هذا التزام قانوني)
مراعاة السرية في أعمال الامتحانات واجب مهني أصيل؛ أولاً لتكافؤ الفرص بين كل الطلاب، وثانيًا لتجنُّب التأثير الشخصي لاعتبارات غير موضوعية على أيٍّ من أعمال الامتحانات، وثالثًا لتجنُّب البلبلة المحتملة نتيجة تسرُّب النتائج قبل إعلانها أو تسرُّب تأثير قواعد الرأفة قبل أعمالها أو غير ذلك، وبالتالي يتوافر الهدوء والسكينة للقائمين على الامتحانات فيؤدون أعمالهم بكفاءة أعلى.
6- مراجعة النتائج حال وجود أي تظلُّم:
لمَّا كان المبدأ المهني يقضي بتوخِّي الدقة والتزام العدل في كل أعمال الامتحانات؛ كان من الطبعي السماحُ بالتظلُّم من النتائج، فربما تكون هناك أخطاء مادية يجب تصحيحها؛ مثل خطأ في تسجيل درجة في كشوف الرصد، أو خطأ في احتساب الدرجة المقررة على إجابة صحيحة، أو خطأ في تطبيق أيٍّ من قواعد الرأفة أو قواعد التصحيح.
ومن أجل ذلك؛ هناك نظام لتلقِّي الشكاوى والتظلُّمات وفحص النتائج وتصحيح الأخطاء المادية التي يتم اكتشافها.
7- المسئولية المجتمعية عن دقة التقييم:
عدم الدقة في تقييم أداء الطالب مخالفة مهنية جسيمة يترتب عليها آثار جسيمة تتجاوز حدود الأطراف المباشرة. والموقف الذي غابت عنه الدقة قد يؤدي إلى:
- ميل الطالب إلى قبولِ ما ليس من حقه ثم قبول اغتصاب حقوق الآخرين بكل الآثار السلبية المحتمل وقوعها من هذا الطالب غير الخلوق.
- الإحساس بالظلم أو عدم تكافؤ الفرص بكل الانعكاسات السلبية لذلك.
- إهدار معاني العدل والمساواة والموضوعية.
ومن ثمَّ، كانت هناك مسئولية مهنية على عضو هيئة التدريس ومعاونيه قبل المجتمع، توجب عليه الدقة والعدل والموضوعية في كل أعمال الامتحانات والتقييم.
ثالثًا- أخلاق المهنة في الأنشطة والعلاقات الطلابية:
ا- الالتزام بالمشاركة في الأنشطة الطلابية باعتبارها جزءًا من عمل عضو هيئة التدريس ومعاونيه:
توجب أخلاق المهنة على عضو هيئة التدريس ومعاونيه أن يعطوا من فكرهم وعلمهم ووقتهم وجهدهم القدر العادل للمشاركة في ابتكار وتخطيط وتنفيذ الأنشطة الطلابية، وهذه المشاركة جزء أساس من عملهم، وليس تطوعًا أو تفضُّلاً منهم.
2- استخدام لغة مهذبة في التعامل مع الطلاب:
عضو هيئة التدريس ومعاونوه قدوة للطلاب، ومن ثم عليهم الالتزام باستخدام لغة مهذبة وراقية في التعامل؛ حتى لا يقتدي الطلاب بهم فيما يجب ألاَّ يقتدوا بهم فيه.
رابعًا- أخلاق المهنة في الإدارة والعلاقات مع أولياء الأمور:
1- خلق المناخ العلمي والنفسي السليم لنمو الطلاب:
يُعَدُّ مسئولية رئيسة للإدارة العليا ولكل أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم، ومسئولية أخلاقية، إضافة إلى كونه مسئولية قانونية بحكم الواجب أو الوظيفة.
2- الحفاظ على المال العام:
يُعَدُّ مسئولية أخلاقية أساسية، حيث يفترض أن استخدامنا للمباني وما يتصل بها يكون من منطلق تحقيق الهدف، دون إسراف أو تقتير.
3- إعطاء النموذج في السلوك الشخصي لكل من حوله:
هذا مُوَجَّهٌ لجميع العاملين في نطاق التعامل مع أولياء الأمور ومَنْ في حكمهم، ويشمل ذلك مختلف نواحي السلوك.
4- تطبيق القوانين بدقة مع مراعاة روح النص: (التزام قانوني)
هذا أمر طبعي، فلا نتوقع من العاملين كافة على اختلاف مهامِّهم إلا الالتزام بتطبيق القوانين بدقة، على أن تراعى حكمة النص قبل حرفيته كلما كان ذلك ممكنًا.
أخلاقيات البحث العلمي والإشراف على الرسائل العلمية
< >أن تكون موضوعات الأبحاث محددة ودقيقة.توجيه البحوث لما يفيد المعرفة والمجتمع والإنسانية كالتزام أخلاقي أساسي.أن يرشد الأستاذ الباحثين والباحثات إلى المصادر والمراجع الأساسية لأبحاثهم.أن يُدّوِّن ملاحظاته على أبحاثهم؛ كي يتلافَوْا الوقوع في الأخطاء نفسها في الكتابات اللاحقة.أن يحترم رأيهم ومنهجهم ويشجعهم على إبراز شخصيتهم العلمية في البحث. الأمانة العلمية في تنفيذ البحوث والمؤلفات، فلا ينسب الباحث لنفسه إلا فكره وعمله فقط، ويجب أن يكون مقدار الاستفادة من الآخرين معروفًا ومحددًا، فمقتضى أخلاقية الأمانة العلمية توثيق المصدر بدقة تحرزًا عن التورط في أعمال منافية للأخلاق.في البحوث المشتركة يجب توضيح أدوار المشتركين بدقة والابتعاد عن وضع الأسماء للمجاملة.يجب جمع البيانات بعناية ودقة دون تحيُّز من جانب الباحث؛ فإن البحث العلمي يستدعي التعامل مع الفكرة دون نظر لأسماء أو أشخاص.اتِّباع ضوابط لجنة أخلاقيات البحث العلمي في إجراء البحوث العلمية للحفاظ على حقوق الملكية الفكرية في البحوث المفصلة في دليل حقوق الملكية الفكرية والنشر.
الأخلاق المهنية للطالب
الطلاب أهم فئة في المجتمع الجامعي، فهم أكثر طاقة وحيوية، وهم قادة المجتمع في المستقبل، فلذلك يجب أن يمارسوا الأنشطة الطلابية النافعة التي تعود على المجتمع بالخير والنماء من خلال مؤسساتهم وجامعتهم تحت إشراف من أساتذتهم.
< >ومن حق عضو هيئة التدريس ومعاونيه على الطالب أنْ يَرَوْا منه ما يليق بهم من احترام وتقدير، فلا بدَّ للطالب من أن يحرص على أن يستفيد من عضو هيئة التدريس ومعاونيه، وإنْ كان لديهم تقصيرٌ فهم على كلِّ حالٍ أقدر منه علمًا وتجربةً.على الطالب الحاذق أن يعلم أن وجوده مع عضو هيئة التدريس ومعاونيه محدود، فليحرص على أن يستفيد منهم قدر الإمكان ولو خارج حجرة الدراسة بالسؤال والاستشارة والمناقشة.الإخلاص لله – عزَّ وجلَّ – هو أهم قضية في باب العلم، فعلى الطالب أن يتعلم العلم ابتغاء وجه الله تعالى، وأن يوظف ما يتعلمه لخدمة الناس ونفعهم فيما هو من تخصصه، فالأمة تحتاج إلى طاقات في كافة التخصصات، وتحتاج إلى الأخيار في كل ميدان.ينبغي ألا تكون صلة الطالب بتخصصه مقتصرة على ما يتلقاه في مقاعد الدراسة، وإنما عليه أن يتابع الكتب والدوريات والندوات والبرامج العلمية المتعلقة بتخصصه، إذ بدون ذلك لن يستطيع أن يفيد الأمة من خلال هذا التخصص.
أخلاقيات المهنة في خدمة الجامعة والمجتمع
< >لا يستقيم دور عضو هيئة التدريس في المجتمع إلا إذا كان واعيًا بقيم المجتمع وراعيًا لها.يتطلب قيام أعضاء هيئة التدريس بمهامهم تجاه المجتمع من خلال ربط ما يعلمونه للطلاب باحتياجات المجتمع، وأن يخصص الأستاذ جزءًا من جهده وعلمه للمشكلات التي يعاني منها المجتمع.أن يحرص عضو هيئة التدريس على إعداد الطاقات البشرية التي يحتاجها المجتمع وتزويدها بأحدث المعارف والخبرات المتجددة.على عضو هيئة التدريس أن يغرس قيم المجتمع الفاضلة لدى طلابه الذين يعيشون في المجتمع ويعملون في مواقفه المختلفة.
الأخلاق المهنية للأعمال الإدارية والفنية
تختلف المسئولية القانونية عن المسئولية الأخلاقية باختلاف أبعادهما:
- فالمسئولية القانونية تتحدد بتشريعات تكون أمام شخص أو قانون، بينما المسئولية الأخلاقية أوسع وأشمل من دائرة القانون؛ لأنها تتعلق بعلاقة الإنسان بخالقه وبنفسه وبغيره، فهي مسئولية ذاتية أمام الله والضمير.
- دائرة القانون مقصورة على سلوك الإنسان نحو غيره، وتتغير حسب القانون المعمول به في المجتمع، بينما المسئولية الأخلاقية ثابتة لا تتغير، وتمارسها قوة ذاتية تتعلق بضمير الإنسان الذي هو سلطته الأولى.
وهنا يمكن القول: إن الأخلاق بقوتها الذاتية لا تكون بديلاً عن القانون، ولكن المسئوليتين الأخلاقية والقانونية كلتيهما متكاملتان، ولا يمكن الفصل بينهما في أيِّ مهنة مَهْمَا كانت.
ولذا يجب أن يتميز الدليل الأخلاقي للمهنة الإدارية والفنية بالآتي:
< >أن يؤدي بنفسه الواجبات المنوطة به بدقة وأمانة، وذلك وفقًا لما هو محدد بالقانون ولوائح العمل وعقود العمل الفردية والجماعية، وأن ينجزها في الوقت المحدد.أن يحافظ على مواعيد العمل، وأن تُتَّبَعَ الإجراءات المقررة في حالة التغيب عن العمل أو مخالفة مواعيده.أن يحافظ على ما في عهدته من أدوات أو أجهزة أو مستندات أو أي أشياء أخرى، وأن يقوم بجميع الأعمال اللازمة لسلامتها.أن يحترم رؤساءه وزملاءه في العمل، وأن يتعاون معهم بما يحقق مصلحة المؤسسة التي يعمل بها.أن يحافظ على كرامة العمل وأن يسلك المسلك اللائق به.أن يراعي النظم الموضوعة للمحافظة على سلامة المنشأة وأمنها.أن يحافظ على أسرار العمل فلا يفشي المعلومات المتعلقة به متى كانت سرية بطبيعتها أو وفقًا للتعليمات الكتابية.أن يتبع النظم التي تضعها المؤسسة لتنمية وتطوير مهاراته وخبراته مهنيًّا وثقافيًّا أو لتأهيله للقيام بعمل يتفق مع التطور التقني في المؤسسة.الحرص على الصالح العام في كل المسائل المهنية شاملاً احترام الاختلاف والتنوع داخل المجتمع والدعوة لتكافؤ الفرص بين المستفيدين.تقديم أفضل خدمة ممكنة في ضوء الإمكانات المتاحة.
أخلاقيات العلاقات بالمجالس واللجان العلمية والإدارية
من المبادئ الأخلاقية المهمة التي يجب الالتزام بها بشأن المجالس واللجان العلمية والإدارية بالكلية أو الجامعة التي يعمل بها:
< >مبدأ السرية.مبدأ الموضوعية.مبدأ الالتزام بالقرارات.مبدأ المشاركة الفاعلة.
أخلاقيات التعامل مع الزملاء
< >أن يتعامل مع زملائه بثقة واحترام متبادل.تقدير مَنْ هو أعلى منه درجةً علميةً وأسنُّ منه.التعاون لتحقيق الأهداف التعليمية من منطلق العمل بروح الفريق الواحد.
أخلاقيات التعامل مع الإدارة الجامعية
على عضو هيئة التدريس أن يتعامل مع إدارته على مستوى القسم والكلية والجامعة بـ:
< >تنفيذ التوجيهات التي تطور العمل.المشاركة الإيجابية في نشاطات المؤسسة وفعالياتها المختلفة.*********
وفي الختام، يحسن التذكير بأن أخلاقيات المهنة أمرٌ لا بدَّ أن يُقّدَّمَ على ما عداه، باعتبار أن مجموعة المهن في المجتمع هي الأداة المنفذة لأهداف وتطلعات جميع الأفراد داخل المؤسسة، وإذا فقد العاملون في مختلف التخصصات والقطاعات آداب الأداة وأخلاقياتها فإن النتيجة الحتمية تكون الفشل والتخلف.
تم بحمد الله