أزاهرة يطورون التعليم في باكستان

      شارك خريجو الأزهر في تطوير التعليم بباكستان حين قام محمد كرم شاه بعد عودته من الدراسة بالأزهر في 1954م بالعمل عميدًا لجامعة دار العلوم المحمدية الغوثية الأهلية التي أسسها والده عام 1925م، وكان أول شيء فكر فيه هو تطوير المناهج وإعداد المقررات الدراسية من جديد، مستعينًا بثقافته الواسعة، قاصدًا تربية أبناء المسلمين وتوجيههم إلى التطور والتحضر، وإخراجهم من الانغلاق إلى الانفتاح، ولهذا قام بإجراء تعديلات وتغييرات جوهرية في نظام التعليم الذي كان سائدًا منذ قرون في شبه القارة الهندية لتخريج الطلبة المسلمين بما يؤهل عقولهم لتسخير الكون وما فيه، وقدم نظامًا جديدًا يجمع بين التعليم القديم والحديث، وتبنى فكرًا يقود الناس للإسهام في التقدم وتشكيل الحضارة الإسلامية، وهكذا أصبحت دار العلوم المحمدية تدرس طلابها التفسير والحديث والفقه والأدب العربي جنبًا إلى جنب مع اللغة الإنجليزية وعلم الاقتصاد والسياسة.. وغير ذلك، وقد لاقت جهود الشيخ- رحمه الله- ومؤلفاته التقدير والاحترام من الدوائر الرسمية والشعبية على السواء داخل باكستان وخارجها؛ فمنحه الرئيس الباكستاني ضياء الحق وسام الامتياز، كما قدَّم له الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك نوط الامتياز من الطبقة الأولى في 1992م في احتفال مصر بليلة القدر المباركة، وقلَّده الرئيس الكشميري الأسبق سردار عبد القيوم خان وسام الامتياز على كتابه (ضياء النبي)، الذي اعتبر أفضل كتاب في السيرة النبوية لعام 1993/1994م، كما قلَّدته رئيسة الوزراء بينظير بوتو وسام الامتياز على كتابه في السيرة النبوية، وبعد مرور عامين على وفاته في عام 2000م انعقد المؤتمر العام بجامعة الكرم بإنجلترا بمناسبة ذكرى ضياء الأمة الشيخ محمد كرم، بمشاركة الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور طه أبو كريشة، نائب رئيس الجامعة، كما منحته جامعة الأزهر (الدرع الفخري) عام 2000م تقديرًا لإسهاماته القيِّمة في النهوض بالأمة الإسلامية على المستوى الإقليمي والدولي، وتسلم الدرع فضيلة الشيخ محمد أمين الحسنات شاه ابن الشيخ محمد كرم شاه وخليفته.