بحث مقدم لدرجة الاستاذية
أضــــــواء على حـديث
( أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ )
ودفع إشكالات .
الدكتور
عماد السيد محمد الشربيني
أستاذ الحديث المساعد بكلية أصول الدين القاهرة
جامعة الأزهر
مجلة كلية الدراسات الاسلامية والعربية للبنات بدمنهور
العدد الأول / المجلد الرابع لعام 2016م.
ملخص البحث
1- حديث : " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ" عامٌ ومطلقٌ ، ويتوافق تماماً ، مع ما ورد في القرآن الكريم ، من آيات عامة ومطلقة ، بنفس مضمون ، وظاهر الحديث الذي يطعنون فيه ، فلا تعارض بين الحديث والقرآن كما زعم أعداء السنة النبوية.
2- الأمر بالقتال الوارد في القرآن الكريم والسنة النبوية ، لا يتعارض مع حرية الاعتقاد والفكر ، لأن الأمر بالقتال خاص بفئة معينة ، وبأسباب مشروعة .
3- الأسباب التي شرع من أجلها ، القتال والجهاد في الإسلام ، الذي يسمونه إرهاباً ! هي أسبابٌ ، وحقوقٌ فطرية حضارية ، مشروعة لكل الناس ، في كل زمان ، وفي كل مكان !
ولا تتعارض تلك الأسباب ، مع سماحة ورحمة الاسلام ، بالناس كافة . وهذا ما يعلمه الأزهر الشريف لطلابه ، خلافاً لما يزعمه خصوم وأعداء السنة النبوية المطهرة .
4- شُرع القتال في الاسلام ؛ للمعتدين ، علي ديننا ، وعلي دمائنا ، وعلي أموالنا ، وعلي أعراضنا ، وعلي مقدساتنا !
وكذا شُرع القتال في الاسلام للناقضين للعهود والمواثيق ، والطاعنين في شريعة الإسلام ، ونبي الإسلام .
وكذا شُرع القتال والجهاد في الإسلام ، لقتال عصاة المسلمين ، وقطاع الطرق ، والبغاة من المسلمين .
5- قمة عدل الإسلام ، في عدم التمييز في أسباب مشروعية القتال بين مسلم ، وغير مسلم .
6- الأسباب التي شرع من أجلها القتال في الاسلام ، تطبق علي كل الناس ، سواء مشركي جزيرة العرب ، أو مشركي غير جزيرة العرب ! بل ويدخل فيها المسلمين أيضاً ، إذا صدر من بعضهم ظلم وبغي مع بعضهم ، أو حتي مع غيرهم من غير المسلمين ! .
7- القول بالعموم في فهم كلمة ( الناس ) بالمسلمين وغيرهم ، أراه جمعاً مقبولاً بين كل النصوص القرآنية والنبوية ، التي جاء فيها الأمر بالقتال .
8- من زعم أن الحديث ، فيه تشويه للإسلام ، وإلصاق التهمة بالإسلام ، بأنه دين إرهاب ! قلنا له: إنه إرهابٌ بحق ، لا إرهابٌ بباطل . إنه إرهابٌ بعدل ، لا إرهابٌ بظلم .
9 - الأمر الرباني للنبي ☺ ، بالتحريض علي القتال ▬ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ ♂. لا يتعارض مع رحمةِ نبيِ الإسلامِ وسماحتهِ ، وحُسنِ خُلُقِه . لأن الرحمةَ والسماحةَ ، لا تعني الذُلَ والهوان ! وإنما الرحمةُ : تعني العزةَ والغلظةَ ، علي أهل الكفر إذا تطلبَ الأمرُ ذلك . قال تعالي : ▬ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ♂ ([1]) .
10- شريعة الإسلام علي البدء دائماً مع غير المسلمين ، بدعوتهم للإسلام سلمياً بالحكمة ، وليس البدء بقتالهم .
11- لم يثبت أن النبي ☺ ، قاتل لمجرد القتل ؟!.
12- ولم يثبت أن دعوة الإسلام ، تحولت في عهد ما ، من نصح اختياري ، إلى أمر قسري ؟.
13- لو كان نشر الإسلام بقوة السيف ، ما وجدنا شيئاً ، اسمه الجزية ، ولا فئة اسمها ذميون !
14- قتال المرتد في الإسلام ، لا يتعارض مع حرية الاعتقاد ، لأن قتاله ليس لأنه ارتد فقط ؛ ولكن لإثارته الفتنة والبلبلة ، وتعكير النظام العام ، في الدولة الإسلامية ! ولو ارتد انسان ، بينه وبين نفسه ، دون أن ينشر ذلك بين الناس ، ويثير الشكوك في نفوسهم ، فلا يستطيع أحد أن يتعرض له بسوء ، ولا يقاتله .
15- خيانة الوطن في السياسة ، جزائها الإعدام ، ولن تكون أقل منها خيانة الدين!.
16- ليس من الحرية والفكر ، إيذاء الناس في دينهم ، أو أموالهم ، أو أعراضهم ، أو مقدساتهم ، دون عقاب وردع المعتدي ؟!.
وفي الختام : أسأل الله عز وجل الصفح والغفران ، فيما زلت فيه قدمي ،
أو انحرف فيه عن جادة الحق قلمي .
[1])) الآية 73 من سورة التوبة .