ملخص البحث
هذا البحث خاص بعلم القراءات بعنوان: "مصاحف القرن الثاني عشـر الهجري المخطوطة دراسة تاريخية وصفية تطبيقية في ضوء القراءات والرسم المصحفي"، مُقَدَّم من الباحث/ محمود رضوان محمد رمضان؛ لنيل درجة التخصص (الماجستير).
ويهدف هذا البحث إلى التعريف بالمصاحف المخطوطة في القرن الثاني عشـر الهجري، والتي تم العثور عليها في كثير من مكتبات العالم؛ لبيان خصائصها العامة وسماتها الفنية ، وذلك من خلال:
ا ـ الدراسة الوصفية لما أمكن الحصول عليه من هذه المصاحف، وذلك عن طريق:
2ـ الوصف العام للمصحف: وذلك ببيان المكتبة الموجود بها، ورقم حِفْظِه بتلك المكتبة، وكذلك تاريخ نَسْخِه، واسم الناسخ (إن ذُكِر)، ونوع الخط المكتوب به، وعدد أوراقه، ومقاسه، وعدد الأسطر في الصفحة الواحدة، وعلى أي رواية رُسِم هذا المصحف.
3ـ الوصف الأثري: الذى يوضح اختصاص علماء الآثار، ويهتم ببيان نوع الورق المستخدم في الكتابة، ووصف صفحتي البداية وتوضيح ما بهما من زخرفة وتذهيب، ثم بيان هيئة الفواصل، وعلامات الأرباع والأحزاب والأجزاء والسجدات ومدى زخرفتها، وبيان كيفية كتابة أسماء السور، ووصف تجليد المصحف، وحالته ومدى حاجته إلى الترميم.
4ـ بيان ظواهر الرسم المصحفي، ومدى موافقتها لما أجمع عليه علماء رسم المصحف.
5ـ بيان ظواهر الضبط، وتوضيح موافقة ومخالفة الناسخ لها.
6ـ بيان ظواهر الفواصل، وهل يوافق الناسخ علماء العَدَد أم يخالفهم.
7ـ بيان ظواهر الوقف والابتداء ومدى التزام الناسخ بها.
ب ـ الدراسة التطبيقية على أحـد مصـاحف القـرن الثاني عشـر الهجري، والذي تميز باحتوائه على جميع الظواهر المتعلقة بكتابة المصاحف العثمانية.
*ـ وقد توصلت الدراسة من خلال هذا البحث إلى العديد من النتائج، منها:
1ـ احتواء مخطوطات مصاحف القرن الثاني عشر الهجري على نفائس قيمة فى شتى العلوم المتعلقة بكتاب اللهD، كعلوم القراءات والرسم المصحفي والضبط والفواصل.
2ـ تحمل المصـاحف-محل الدراسة- من الخصـائص التـي تميزت بها ما يـدل على أن النَّـص
القرآني الذي احتوته هو نفس النص القرآني الذى بين أيدينا الآن دون تحريف؛ لذا تعتبر هذه المصاحف توثيقًا لما نُقِل إلينا من كتاب اللهD عبر القرون حتى وصل إلينا.
3ـ كشفت الدراسة عن الكثير من المخالفات التي يقع فيها بعض نُسَّاخ المصاحف في القرن الثاني عشر الهجري, سواءً في علم الرسم أو الضبط أو الفواصل أو الوقف والابتداء.
4ـ لا تنطبق نسخة مخطوطة من مصاحف هذا القرن على مصحف بعينه من المصاحف العثمانية للأمصار الخمسة؛ لأن كل مصاحف هذا القرن التي اطلعت عليها الدراسة مصاحف خاصة.
*ـ وفي نهاية البحث أوصت الدراسة ببعض التوصيات، منها:
1ـ إجراء دراسات على المصاحف المخطوطة الموجودة في شتى مكتبات العالم, في الفترات اللاحقة لفترة القرن الثاني عشر الهجري؛ حيث يوجد جم غفير من المصاحف المخطوطة فى القرن الثالث عشر الهجري فى انتظار من يُجَلِّي نفائسها.
2ـ إنشاء مركز إلكتروني عالمي يختص بتدوين جميع البيانات الخاصة بالمصاحف المخطوطة فى شتى مكتبات العالم، واستغلال ما يتوافر من تقنيات حديثة فى خدمة هذا الغرض.
3ـ عمل معجم خاص بنُسَّاخ المصاحف يتضمن التعريف بهم والترجمة لهم بقدر الإمكان؛ حيث إن هذه الطبقة لم يأبه بها كثير من المصنفين، رغم اهتمامهم بتدوين كلام اللهD عبر القرون والحفاظ على رسمه.
4ـ ضرورة احتواء مقررات التربية الدينية للتعليم قبل الجامعي على معلومات مبسطة عن العلوم المتعلقة بالقرآن الكريم، كعلم القراءات القرآنية, والرسم العثماني, والضبط المصحفي, وفواصل الآيات, حتى تساعد الطلاب على الاهتمام بالقرآن الكريم وعلومه منذ نعومة أظفارهم, وفى ذلك صيانة للقرآن عن الطعن والتحريف.
5ـ تَبَنِي كلية القرآن الكريم فكرة جمع المصاحف المخطوطة في قسم خاص بها, بأن يقدم كل باحث في هذا المشروع البحثي ما توافر لديه منها؛ حتى يتسنى للباحثين سهولة الاطلاع عليها، وقد أصبح هذا الأمر ميسورًا، خاصة بعد اكتمال مشروع البحث فى المصاحف المخطوطة عبر القرون المختلفة.
هذا ... والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل.
الباحث/ محمود رضوان محمد رمضان