ملخص رسالة ماجستير بعنوان:الترف الفكري في مصر في القرن العشرين { بواعثه - مظاهره – علاجه }

الباحث/ سعيد على منير عباس

  • 08 أكتوبر, 2018
ملخص رسالة ماجستير بعنوان:الترف الفكري في مصر في القرن العشرين { بواعثه - مظاهره – علاجه }

الحمد لله رب العالمين ، الذى أكمل لنا ديننا ، وأتم علينا نعمته ، ورضى لنا الإسلام دينا ، نحمده تعالى على نعمة الإسلام ، ونستعينه ، فمنه وحده التكلان ، ونعوذ به تعالى من شرور أنفسنا ، ومن شر كل إنس وجان ، والصلاة والسلام على مسك الختام ، وخير الأنام  ، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بدر التمام ، ومبدد الظلام ، وناشر الهدى والنور على الدوام ، عليه وعلى سائر النبيين وآله وصحبه أفضل الصلاة وأتم السلام .

وبعد :

فقد نزل الوحى على النبى صلى الله عليه وسلم ، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ، ويبين لهم حقيقة خلقهم ، وسبب وجودهم ، وواجبهم نحو خالقهم وأمتهم . وتوفى النبى صلى الله عليه وسلم ، وقد كمل الدين ، ووصل نور الوحى إلى العالمين ، ودخل الناس فى دين  الله أفواجا ، وذلك لالتزام الأمة بواجباتها ، والوفاء بحقوقها ، وعدم انشغالها بما نهى عنه القرآن الكريم ، وما نهى عنه نبيها  صلى الله عليه وسلم ، وقد شدد القرآن الكريم على الالتزام بالمهام التى خلق لأجلها الإنسان . قال الله تعالى { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ] [ الإسراء 36 ] . وقال تعالى { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } [ المائدة 101 ] . وقد ركزت آيات القرآن الكريم على العمل فيما يفيد ويعطى الأمل قال الله تعالى { وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ } [ التوبة 105 ] ، ففتح الله بهم ، وهدى بهم العباد ، ونشر بهم العدل ، ورفع بهم الكرب ، فكانوا نعم الأتباع فى حسن الاتباع ، وبعد ازدهار الحضارة الإسلامية وترامى أطرافها ، واتساع رقعتها ، دب إليها داء الأمم قبلها ، فافترقت إلى فرق ، وتوالت المصائب تأتى على الأمة تترا ، ويأتى لها المصلحون والمجددون فترة بعد فترة ، حتى وصلت إلى ما عليه الآن من فرقة ، وضعف ، ووهن رغم الكثرة ، وقد تفحصت فى هذا الأمر ، وبحثت عن أسباب هذا الواقع المؤلم ، فوجدت أن من أسباب ذلك انشغال الأمة فيما لا يفيد ، وفيما لا ينفع . وإذا كان الإسلام يأمر بالتفكر والبحث والتدبر ، فإنما يكون ذلك فيما يفيد الأمة وينفعها ، وفيما تشهد له الأدلة وتؤكدها ، وإلا كان إهدارا للورق والمداد ، وضياع لا يفيد فيه المرء ولا يستفاد ، وقطع لحبل الأخوة والوداد ، وقد أصيبت الأمة بمصائب لا تعد ، من حروب صليبية وغيرها ، واحتلال للبلاد ، وضياع لتطبيق القواعد الأخلاقية ، وبعض علمائها مع ذلك مشغولون بأمور لا أصلية ولا فرعية ، فحملت على البحث فيما دفع الأمة إلى ذلك الترف الفكرى واالنتائج المترتبة عليه .

وضربت لذلك بعض الأمثلة ، لعله يكون إيقاظا للأمة ، وتحفيزا لهمة الأئمة أن يسعوا فى الأخذ بزمام الأمة إلى الأمام ، ويوطدوا معا أسباب الوئام ، فتعود إلى ما كانت عليه الأمة فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم ، وما كان عليه أصحابه الكرام.

وإن كل إنسان يحيا ، يستظل بسماء اللَّـه، ويعيش على أرضه ، ويأكل من خيراته ونعمه، عليه أن يعمل فكره ويدير أموره وشؤنه الخاصة والعامة وَفقًا لقواعد الإسلام وأحكامه، و قد مثل الإسلام منذ بعثة النبى محمد صلى الله عليه وسلم  قاعدة انطلاق للمسلمين نحو بناء الحضارة الإنسانية الحقة، وكان الإسلام هو الموجه الأساسي للحركة الفكرية في مواجهة متغيرات الحياة من جهة، والقيام بدور الخلافة على وجه الأرض، وتحقيق مراد اللَّـه في كونه من جهة أخرى .

ومن هنا فإن الإنسان ينبغي أن ينشغل بالكليات لا بالجزئيات ، وبالمقاصد الكلية دون الفروع التي لا تجدي ، ومن هنا فإن الساحة الدعوية شهدت ضجيجا وصخبا فكريا بسبب الإغراق في القضايا التي لا تنفع الأمة بل تسبب انشغالًا عن القضايا المهمة والتي جعلت عددا من المهتمين بالشأن الدعوي أن يحذروا الأمة والدعاة من السقوط في هذه الهوة السحيقة والتي أبعدت الدعاة عن معالجة القضايا الكبرى ومن هؤلاء العلماء الذين حذروا من هذا السقوط الإمام الداعية محمد الغزالي في أكثر من كتاب .

ومن هنا شغلني هذا الموضوع وهو الاهتمام بالقضايا الترفية عن القضايا المحورية التي لو صرف فيها نصف الوقت والجهد الذي أنفق في هذه القضايا الفرعية لعاد على الدعوة الإسلامية بالخير الكثير، فأردت أن أسهم في هذا الموضوع بدراسة علمية ترصد أسباب الترف الفكري وتبين الحلول التي يمكن أن يسلكها الدعاة والمعنيون بالشأن الدعوي

أولا : التعريف بالموضوع وبيان أهميته :

الترف الفكرى هو: (البحث فى القضايا التى لا يبنى عليها عمل ولا فائدة منها أو هى مسكوت عنها ، أولا يصل الباحث فيها إلى نتيجة لأنها ليست مجالا للبحث) والترف الفكرى لا فائدة منه ، وهويبحث فى قضايا لا يبنى عليها عمل ولا فائدة منها ، ولا تتعلق بحياة الناس ، وليس لها تأثير فى مجريات الأمور ، وتؤدى إلى ضياع الأوقات ، والخوض فيها مشغلة للناس ، ولن يصل الباحث فيها إلى نتيجة لأنها ليست مجالا للبحث ، وبيان أهميته كما يلى : -   

  1. تفيد هذه الدراسة في الإبتعاد عن ظاهرة الترف الفكرى .
  2. أن يستفيد من هذه الدراسة المنتمون إلى حقل الدعوة .
  3. تفيد طلاب العلم فى الحرص على طلب العلم النافع ، والحرص على الوقت ، والاجتهاد فى طلب العلم ، وشحذ هممهم لتلقى العلوم النافعة والبعد عن الترف الفكرى .
  4. أن يستفيد من هذه الدراسة المنتمون إلى التربية والتعليم ، وكذلك أولياء الأمور، ويهتمون بالقضايا التى تهم الأمة فينشأ جيل صالح يمكن الاعتماد عليه  
  5. الحرص على الوقت وأهميته ، والاجتهاد فى طلب العلم النافع الذى يهتم بقضايا الأمة .
  6. أن تُثرى هذه الدراسة المجالات العلمية بعون الله تعالى وتوفيقه .

ثانيا : حدود البحث ونطاقه :

اقتصرت هذه الدراسة على الحدود التالية

  1. الحدود الموضوعية

وهى دراسة ظاهرة الترف الفكرى فى مصر من حيث البواعث الداخلية والخارجية، وإبراز وإظهار مظاهره فى العقيدة والشريعة والأخلاق وتوضيح آثار الترف ومساوئه على الفرد والامة والمجتمع ، كما تتضمن الدراسة الموضوعية توضيح طرق العلاج من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية والمؤسسات بكافة مجالاتها الدينية والتعليمية والثقافية والاجتماعية والإعلامية.

  1. الحدود الزمنية

وهى تلك الفترة التى ظهرت بها ظاهرة الترف الفكرى فى مصر فى القرن العشرين منذ عام 1901 م حتى 2000م

ثالثا : إشكاليات البحث :

  1. تتمثل في الترف الفكري وظهوره في الأمة والتي توغلت في كثير من ميادين البحث والدارسة.
  2. قلة البحوث العلمية التي تتسم بالجدية والتي ناقشت هذه الظاهرة وعالجتها علاجا تأصيليا في الماضي والحاضر.
  3. ولوج ميادين لا مجال للبحث فيها سواءً فيما يتعلق بنصوص الوحي أو افتراضات في علم الغيب مما ورث العقل العربي حِقبا من الجمود الفكري والعلمي , بل جمد العقل على هذا الموروث الشبيه بالخرافي ولا يعزب عن أي باحث آثار ذلك في حركة العقل العربي والمسلم.
طباعة

x
Copyright 2024 by Al-Azhar Al-Sharif Terms Of Use Privacy Statement
Back To Top