كلمة عميد الكلية ، أد: أحمد إسماعيل أبو شنب، في الاحتفال بأوائل الدفع والخريجين ٢٠١٨/ ٢٠١٩ ، بعنوان :

ابناؤنا الطلاب زهرات يانعة في حدائقنا الغناء

أبناءنا الطلاب أنتم زهرات غرسنا عودها بأيدينا وتعهدناها بالرعاية ودا وحبا وتحنانا ولتعلموا أننا لم نغفل اجتهادكم ولم نغض الطرف عن معاناتكم في دراستكم التي تمازج فيها الأمل بالألم ، والخوف بالرجاء، والهواجس بالأمنيات ، والطموحات بالتحديات بين إقدام وإدبار ، وإقبال وإحجام ،

لكن حب العلم والإصرار على التفوق والتميز والعهد الذي قطعتموه على أنفسكم وعاهدتم الله تعالى عليه وحبكم للأزهر الشريف تلكم المنارة العلمية الوسطية التي ملأت الأرض علما وفقها ونورا ، وثقافة وحضارة ، جعل منكم ذوي تمييز دقيق وبصائر نافذة دفعتكم إلى بذل مزيد من الجهد ، وتحمل الكثير من العناء ، وخوض غمار التحديات في بحر عميق عاتي الأمواج ، ثائر المناخ ، تتناقض فيه الأحوال ، وتتقلب فيه الأجواء ، وتشتد فيه الأنواء .
حتى صرتم مضرب المثل في التميز والتفوق فأضفتم إلى كليتكم العامرة الوقورة صفحة من صفحاتها المضيئة في سجلها الأسنى ، ومدادها الأوعى ، وصرتم عبقا من عبق رواقها العلمي . وطرزا زهريا مزهرا يانعا باسقا نضيدا ، هاديا للعباد ، ومنيرا دروبهم المظلمة وطرقهم الوعرة ..

أبناءنا الطلاب الأوائل أنتم تاج فخر وعز وشرف لكلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بطنطا ، تلك الكلية التي قدمت لجامعة الأزهر الشريف أجيالا سامقة من العلماء الربانيين البارعين في تخصصاتهم المختلفة ، ومن الدعاة المخلصين ، الذين ملؤوا الدنيا علما وخلقا وقيما ووعيا .

ولتعلموا أن أستاذتكم العلماء فخورين بكم وبجهدكم وتفوقكم وأنهم يشاركونكم اليوم مشاعر السعادة بعد تلك المسيرة الشاقة .. فحافظوا على جهدهم وكونوا ثمرة ناضجة لاجتهادهم واستمروا في طلبكم للعلم رواية ودراية ، وحفظا وفقها ، وإبداعا وابتكارا ، وتميزا وإتقانا .

لقد اسعدتم آباءكم وأهلكم وذويكم وأسعدتمونا في هذا اليوم المبارك .. فسيروا على بركة الله تعالى مصابيح هدى وآيا يمشي على الأرض..

حافظوا على وسطية أزهرنا الشريف وجامعتنا العظيمة وكليتنا المباركة .. نفعكم الله تعالى ونفع بكم البلاد والعباد ووطنا العريق ودولتنا العظيمة .

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.