يعد علم الإعلام من العلوم التطبيقية التي لا يمكن تدريسها إلا من خلال معامل التحرير الصحفي والإعلامي والاستوديوهات الإذاعية والتليفزيونية ، من خلال تدريب الطلاب على الفنون الإعلامية المختلفة ، بالإضافة طبعا إلى المفاهيم والمعارف النظرية التي تحقق قدرا معقولا من المعرفة والفهم بمجال التخصص .
ولا يمكن تحقيق نواتج التعلم في برامج علوم الإعلام والاتصال دون تنمية المهارات الإعلامية للطلبة ، التي تتأتي بأن يقوم الطالب بنفسه بإنتاج وتصميم الرسائل الاتصالية ، ويتدرج في إنتاجه هذا من مرحلة الهواية إلى مرحلة الاحتراف ، ليكون جديرا بالحصول عل هذا المؤهل ، وأهلا للمنافسة في سوق العمل المزدحم بآلاف الخريجين من عشرات الكليات والأقسام المتخصصة في علوم الإعلام بفروعه المتعددة .
إننا ملتزمون في كلية الإعلام بجامعة الأزهر بإكساب طلابنا المهارات العملية المطلوبة للعمل في وظائف الإعلام المختلفة وتحقيق ( الجدارات الوظيفية ) اللازمة لمهنة الإعلامي ، والتي تعبر عن المهارات والقدرات الشخصية الضرورية لممارسة وظيفة محددة ، فالمسالة لا ترتبط فقط بالمهارات ، بل تتعداها للسمات الشخصية التي يمكن صقلها وتطويرها من خلال آليات متعددة كالتعلم الذاتي والتعليم التعاوني ، ومشاركة الطلاب في إنتاج المعرفة ، والتعلم طويل المدى Long life education ، وهي أساليب تختلف تماما عن أساليب التلقين واستظهار المعلومات النظرية .
وبالرغم من أن كلية الإعلام بجامعة الأزهر عمرها لا يتجاوز العشر سنوات ، إلا أن تاريخ الدراسات الإعلامية في الجامعة يمتد لما يناهز النصف قرن ، منذ بدأ قسم الصحافة والإعلام بكلية اللغة العربية في منح الدرجات الجامعية في الإعلام بفروعه المختلفة في القرن الماضي .
وعهد أن نواصل المسيرة لتكون الكلية واحدة من الصروح العلمية الأكاديمية في مصر والوطن العربي والعالم ، التي تمارس دورها التنويري للأجيال المتعاقبة من الدراسين لتخصصات الإعلام المختلفة في مرحلة البكالوريوس ، أو الدراسات العليا ( الماجستير ، الدكتوراه )
والله من وراء القصد
أد/ رضا عبد الواجد أمين
وكيل كلية الإعلام لشئون التعليم والطلاب
raminyuseef@azhar.edu.eg