Language
Menu
  1. الرئيسية
  2. عن الكلية
  3. أعضاء هيئة التدريس
  4. الأقسام
  5. شئون الدراسة
  6. خدمات طلابية
  7. وحدة ضمان الجودة
  8. اتصل بنا

كلمة عميد الكلية

رسالة الأزهر في ظل التحديات المعاصرة

  • 04 فبراير, 2018
كلمة عميد الكلية

 

قامت في ديار الإسلام مدارس علمية، وأُنشِئت زوايا وأربطة، وظلت هذه وتلك تخَرِّج العلماء والفقهاء والدعاة؛ ولكن للأسف، هذه المدارس وتلك الأربطة، ماتت وأصبحت في سجلات التاريخ ودفاتر الأيام أثرا بعد عين.

وشاء الله تعالى أن يكون الأزهر الشريف، هو الوريث الذي حمل ميراث النبوة وأمانة الرسالة، جيلا بعد جيل، وظل الأزهر الشريف شامخا في مكانه، سيدا في زمانه عبر العصور والأيام، فمنذ ألف سنة أو تزيد، وهو يؤدي رسالته، وينشر وسطيته، حتى أصبح كعبةَ العلم، وأصبح العلماء في الشرق والغرب هم أبناؤه وأحفاده، إليه يفِدُون، وفيه يتخرجون، وبمنهجه يتمسكون، وعند رؤيته يقفون، لهذا تعلقت آمال الشعوب والأمم الإسلامية على محرابه.

إن الأزهر الشريف، الذي شرفنا الله تعالى بالانتماء إليه، وخصنا بمنهجه، هو الحصن الحصين لمصرنا الغالية، ظل عبر العصور هو الأب الحاني، والراعي الأمين على شعب مصر ودينها ولغتها العربية.

فعلى أرض مصر المباركة قامت العديد من الدول والحكومات، وشبّت الحروب والصراعات، وكانت المحن والأزمات، إلا أن الشعب هرع إلى أزهرنا واحتمى به، فلم يخذلهم مرة واحدة، بل قام علماؤه ورجاله ــ بصبر عجيب وجَلَد رهيب ــ بدورهم في الوقوف في وجه الطغاة والمحتلين، ليُرجعوا الحق المسلوب، ويدفعوا الظلم، فأمِن الناس في رحابه ورعايته على دينهم ودنياهم.

قام الأزهر بفضل الله بواجبه في الداخل والخارج، وظل يخرج العلماء والفقهاء والدعاة، ويستقبل الوافدين لطلب العلم من دول العالم، ويرسل المبعوثين إلى شتى البلدان، ينشرون العلم الشريف ويرسخون مفاهيم النبوة في نفوس الناس،  فلهذا تعلقت آمال المسلمين عليه، فأصبح بفضل الله وكرمه، المرجعية السنية الوحيدة في العالم، وفي ظل الواقع الذي نعيشه والثورة التكنولوجية الحديثة، والعولمة وتحدياتها، والتي جعلتنا نعيش في قرية صغيرة واحدة بلا حدود، أصبحنا أمام مئات الملايين من الآخرين الذين يحملون أفكارا غير أفكارنا، وأديانا غير أدياننا، وثقافات غير ثقافاتنا، وقيما غير قيمنا، فأصبح طوفان الإرهاب وبحور التشدد، تضرب بقسوة وعنف شديد في ثوابتنا ومناهجنا، حتى كادت فئة الشباب أن تفلت من أيدينا، ويلحقوا بركب هؤلاء.

كما أن رياح التشيع السياسي والمذهبي، تحاول باستماتة قلع جذورنا وسلخنا من هويتنا، كما أن التيارات الهدامة والمنحرفة، بل والإلحادية تحاول بشتى الحيل والطرق والإغراءات والشهوات، أن تعصف بمستقبل شبابنا وبآمالنا المنوطة به.

إلا أنه من خلال التجديد في الفكر والأدوات والمؤسسات وغير ذلك، فلابد أن يختلف الأزهري المعاصر عن الأزهري في القرن الماضي، لابد أن يستخدم الأزهري المعاصر أدوات العصر في إيصال دعوته ولابد أن يتابع كل جديد في الأفكار والأدوات.

إن الأزهر الشريف في عصره الحالي، تحت قيادة فضيلة الإمام الأكبر، قد قام بالعديد من المشروعات الكبيرة والمنجزات الضخمة، في فترة وجيزة، فها هو يقيم بيت العائلة المصرية من أجل القضاء على الفتنة الطائفية، وها هو يقيم بيت الزكاة للقضاء على المتلاعبين بأموال الناس والمضيعين لحقوق الله، وها هو مجلس حكماء المسلمين لحل النزاعات والصراعات، وها هو المرصد العالمي لرصد الإرهاب والأفكار الهدامة، والرد عليها باللغات المتعددة.

وها هو المركز العالمي للفتاوى الإلكترونية، وها هي لجان الفتوى في كل المراكز والأروقة الأزهرية في كل المحافظات، بالإضافة إلى رحلات وجولات الإمام الأكبر إلى دول العالم، من أجل الوقوف بجانب الشعوب المظلومة والمضطهدة.

كما أنه أدخل نظام الجودة وقام بتعديل المناهج، والعمل على تطويرها، وإصدار الوثائق التي حلت المشكلات ووضعت الحدود، وشارك في كتابة الدستور، الذي يحمي المصريين وينظم شؤون حياتهم.

طباعة
Tags:
Rate this article:
لا تقييم

Please login or register to post comments.

x

درجة الحرارة اليوم

 
 
Copyright 2024 by Al-Azhar Al-Sharif Terms Of Use Privacy Statement
Back To Top