كلمة رئيس الجامعة

 

 

 

كلمة رئيس الجامعة               

الحمد لله الذي فضل الإنسان على كثير ممن خلق تفضيلا، وجعل  -بقدرتهاللسان على ودائع القلوب دليلا، نحمدهسبحانه وتعالى حمدًا يكون بشكر نعمه كفيلا، ونصلي ونسلم على أشرف خلقه سيدنا محمد أصدق الناطقين قيلا، صلاةوسلامًا دائمين بكرة وأصيلا..

أما بعد...

فيسرني بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن زملائي في جامعة الأزهر أن نرحب بحضراتكم في رحاب جامعتنا العريقةالتي يمتد تاريخها لأكثر من ألف عام، والتي ظلَّت عبر تاريخها المديد منارة للعلوم والفنون والآداب، وحارسًا أمينًاومأمونًا على سلامة وصحة فكر الإسلام، وعلى طهارة وجدان المسلمين وعقولهم -فى كل بقاع الأرضمن التأويلالفاسد والغلو والتطرف والتعصب.

نرحب بكم في جامعة الأزهر التي تَعلَّم في رحابها عدد من السلاطين والحكام والرؤساء، إضافة إلى شيوخ الأزهرالشريف، والمفتين، والوزراء والسفراء والعلماء والفقهاء وغيرهم، والتي تعدّ أكبر جامعة تستضيف أكبر عدد منالطلاب الوافدين من كل قارات العالم (إفريقيا، وآسيا، وأوروبا، وأمريكا الشمالية، وأمريكا الجنوبية، وإستراليا)، لدراسةالعلوم الإسلامية والإنسانية والتجريبية بها.

إن جامعة الأزهر التي تعدّ قلعة من أهم قلاع العلم في مصر والعالم، والتي حملت على عاتقها مسئولية الحفاظ علىالهُوية الإسلامية والعربية، ونشر الفكر الإسلامي المستنير، ونشر التراث ونفائس العلوم والآداب، وترسيخ قيم المواطنةوالتسامح والمحبة والسلام والتعددية وقبول الآخر، وتنتشر كلياتها في معظم المحافظات المصرية، وتُدَرّس فروع العلوم(الإسلامية، والنظرية، والتطبيقيةوالتخصصات الأكاديمية الفريدة؛ ليسرها أن ترحب بالطلاب والدراسين والباحثينوأعضاء هيئة التدريس من كل قارات العالم، وتَعد الجميع أن تسخر كل إمكاناتها من أجل تقديم أفضل خدمة تعليميةورعاية للطلاب والباحثين، ويسعدها أن تتلقى أي مشاركات أو مقترحات تسهم في تحسين منظومتها التعليمية، كما تدعوالأطراف المجتمعية والأكاديمية بالداخل والخارج للمشاركة في هذا الصرح العظيم بتبادل الأفكار والرؤى والأطروحات.

وإن الجامعة -وهي تنظر إلى تاريخها التليد وما حققته من نفع للإنسانية جمعاءلتستشرف بنفس القوة وزيادة، المستقبلَالبعيدَ، والتحديات التي تواجهها، والتحديات التي تواجه العالم، وما يترتب عليها من أعباء إضافية؛ لمواجهة الفكرالشاذ، وتطوير منظومة التعليم بها وتحقيق جودتها وتميزها، بحلول إبداعية ترتكز على قضية التربية باعتبارها قاعدةالانطلاق نحو المستقبل الآمن، وترتكز أيضا على التعليم الحديث الذي يقوم على الفهم العميق والتحليل والاستشرافوالإبداع وحل المشكلات والتفكير الناقد؛ بما يحقق نقلة نوعية في مخرجاتها، بحيث تجعلهم قادرين على التجديدوالابتكار، وتفنيد الحجج الواهية، وتصحيح الأفكار والمفاهيم الخاطئة ونشر التسامح والسلام في العالم.

ويبقي لجامعة الأزهر وعلمائها وخريجيها في كل بقاع الدنيا، دورهم الكبير في حفظ التوازن الفكري وحماية العقول منالشطط الثقافي، وبناء الجسور الحضارية وترسيخ السلام العالمي بين الأمم والشعوب، عن طريق الفكر المنفتح، والثقافةالرصينة الجادة، التي تكفل كرامة الإنسان وتحمي حريته في كل مكان.

وفي هذا الإطار لا يسعني إلا أن أتوجه بخالص الشكر وعظيم التقدير ووافر الامتنان لفضيلة الإمام الأكبر أ.دأحمدالطيب شيخ الأزهر الشريف، على دعمه الكبير لجامعة الأزهر؛ لتنهض بدورها، وتستكمل مسيرة عطائها الحضاريوالإنساني بنشر العلوم والآداب والتسامح والسلام في كل مكان.

وبالله تعالى التوفيق

أ.دمحمد حسين المحرصاوي

  القائم بعمل رئيس جامعة الأزهر

Copyright 2024 by Al-Azhar Al-Sharif Terms Of Use Privacy Statement
Back To Top