رئيس جامعة الأزهر: القضية الفلسطينية هي موضوع الساعة وفريضة الوقت وحديث الأم الثكلى التي استشهد أولادها والدماء التي سالت أنهارًا والدموع التي سكبت مدرارًا

  • Thursday, December 14, 2023
رئيس جامعة الأزهر: القضية الفلسطينية هي  موضوع الساعة وفريضة الوقت وحديث الأم الثكلى التي استشهد أولادها والدماء التي سالت أنهارًا والدموع التي سكبت مدرارًا

أعلن فضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن القضية الفلسطينية هي موضوع الساعة وفريضة الوقت. 

وقال رئيس جامعة الأزهر خلال كلمته في افتتاح الندوة الشهرية لمجلة الأزهر التي تقام تحت عنوان: "القضية الفلسطينية بين التهجير والتصفية" التي نظمها مجمع البحوث الاسلامية بالتعاون مع جامعة الأزهر بكلية اللغة العربية بالقاهرة أن هذه الندوة الشهرية لمَجَلَّةِ الأزهرِ الغَرَّاءِ تقام في قَلْعَةِ الضَّادِ وعَرِينِها، وحِصْنِ العربيةِ وعِمَادِها، في كلية اللغة العربية بالقاهرة، الأمِّ الوَلُودِ التي تُنْبِتُ العلمَ، وتَزْدَهِي بالعُلَمَاءِ، فهي كعَقِيلَةِ جَعْفَرٍ التي قال عنها مَرْوَانُ بنُ أبي حَفْصَةَ:
لِله دَرُّكِ يا عَقيلَةَ جَعفَرٍ     ماذا وَلَدتِ مِنَ العُلا وَالسُؤدَدِ؟

ونقل رئيس جامعة الأزهر للحضور تحيات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، موضحًا أن موضوع  هذه النَّدْوَةِ هو موضوعُ السَّاعةِ، وفريضةُ الوَقْتِ، هو حديثُ الأمِّ الثَّكْلَى التي استُشْهِدَ أولادُها، والأَرْمَلَةِ التي فَقَدَتْ زَوْجَها، والأُخْتِ التي فَقَدَتْ إخوتَها، والطفلِ الذي فَقَدَ أسرتَه، هو حديثُ الدماءِ التي جَرَتْ أنهارًا، والدموعِ التي سُكِبَتْ مِدْرارًا، هو حديث البلاد التي خُرِبَتْ، والأطفالِ التي قُتِلَتْ، بأيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ؟ هو حديث الطاغية المتغطرس الذي يُنَكِّلُ بالضعيف، هو الحديث عن قضية فلسطين التي تَدُكُّها آلةُ البَطْشِ الصُّهويني دَكًّا، وتُجَرِّبُ فيها أحدثَ ما وصلت إليه مصانعُ الموتِ والدمارِ من ترسانة الأسلحة المتطورة على مَرْأَى من العالَم المُتَحَضِّرِ ومَسْمَع، وإذا نادت الدنيا كلُّها بوقف إطلاق النار  كانت الدنيا كلُّها في وادٍ "وحقُ الفِيْتُو" الذي انفردت به أقوى دولة في العالم لوَأْدِ هذا الإجماع الدولي في وادٍ آخر. 

وأشار رئيس جامعة الأزهر إلى أن حق الفيتو هو دُستورُ الحرية في العالم المتحضر الذي يَخْرِقُ أسوارَ العدالةِ الدوليةِ خَرْقًا، ويُدَمِّرُ حقوقَ الإنسانِ تدميرًا، ويَهْوِي بالضمير الإنساني في وادٍ سحيقٍ، إنها العدالةُ العَرْجَاءُ التي يَعْلُو فيها صَوتُ الفردِ على صوت العالم كُلِّه، إنها العدالةُ التي أباحت سفكَ دماءِ الضعفاءِ وقَتْلَ الأبرياء، هذا صوت العدالة العرجاء. 

كما أوضح رئيس جامعة الأزهر أن صوت عدالة السماء هو الذي أسمعنا الله -جل وعلا- إياه في قوله جل وتقدس: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}( الأنفال 61)،  وأسمعنا إياه الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث طَلْحَةَ بْنِ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيِّ قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا عِنْدَ مَوْطِنٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ"، هذا صوت الحكمة وعدالة السماء، لا صوت الفيتو الحُرّ، والواقع المُرّ، ويا بُعْد ما بين العدالةِ العرجاءِ وعدالةِ السماء!!! 

وأضاف رئيس جامعة الأزهر أن مَنْ أعان ظالمًا فهو شَرِيكُه في الظُّلْم، ومَنْ خَذَلَ مظلومًا وهو يستطيعُ أن ينصرَه خَذَلَهُ الله، ولقد أثبتت الأحداث أن هذا العالَمَ المتحضرَ لا يفهم إلا لغةَ القوة والسلاح، وأستعير كلمةَ فضيلةِ الإمامِ الأكبرِ الدكتور أحمد الطيِّب، شيخِ الأزهر الشريف-حفظه الله- التي يقول فيها: "إن من لا يفهم إلا لغة القوة فعارٌ علينا أن نخاطبه إلا باللغة التي يفهمُها".

كما أضاف رئيس جامعة الأزهر أن عُنْوانَ هذه النَّدْوَةِ: "واقعُ القضية الفلسطينية بين التهجير والتصفية"، يضع القضية الفلسطينية وهي قضية العالم الإسلامي كلِّه بين خيارين لا ثالثَ لهما: (التهجير – والتصفية) ، وهما أمران أحلاهما مُرٌّ كما قال أبو فِرَاسٍ الحَمْدَاني في مِحْنَتِه:

 أَسِرتُ وَما صَحبي بِعُزلٍ لَدى الوَغى     وَلا فَــــرَسي مُهـــــرٌ وَلا رَبُّـــهُ غَمرُ
       وَلَكِن إِذا حُمَّ القَضـــــــاءُ عَلى اِمرِئٍ      فَلَيسَ لَهُ بَـــــرٌّ…

Print
Categories: آخر أخبار
Tags:
Rate this article:
No rating

x
Copyright 2024 by Al-Azhar Al Sharif Terms Of Use Privacy Statement
Back To Top