يعتبر قسم العقيدة والفلسفة أحد الأقسام التي تقوم عليها الدراسة في كلية الدراسات الإسلامية شعبة أصول الدين, وهو قسم له أهميته الخاصة وقيمته العلمية.
لأنه إذا كان من أهم أهداف جامعة الأزهر هو تخريج الدعاة إلى الله, وكان من المتوقع أن يواجه الدعاة إلى الحق دعاة إلى الباطل مضللون مجادلون, يلبسون الحق بالباطل ويفحمون كثيراً من طلبة العلم الذين لم يكن معهم سلاح من العلم يدفع باطلهم بالحق, دفع ذلك الجامعة إلى إنشاء هذا القسم كأحد برامجها, وتكون مهمته الأساسية إعداد كوادر قادرة على مواجهة التحديات الفكرية والعقدية التي تهدد مجتمعاتنا بشتى الطرق, بحيث يكون الخريج قادراً على إفحام وإلزام خصمه بالحجة والدليل معتمداً في ذلك على منهجية علمية وليست صورية.
وتحتل العقيدة الإسلامية مكانة هامة في هذا القسم لما لها من أهمية عظيمة في حياة الأفراد والأمم, لأن العقيدة هي أساس الأعمال ومنبع السلوك وبدونها لا يقبل عمل ولا تستقيم حياة.
فقسم العقيدة والفلسفة يتناول بالدراسة والبحث جميع أركان الإيمان: من الإيمان بالله, والملائكة والرسل والكتب السماوية واليوم الآخر والقضاء والقدر, وكل ما يتعلق بهذه الأركان من قضايا فرعية.
وفي منظومة العقيدة تدرس الملل والنحل والفرق والمذاهب الإسلامية والتيارات الفكرية المعاصرة دراسة نقدية تحليلية مقارنة.
كذلك يهتم قسم العقيدة بدراسة التصوف والأخلاق الإسلامية والفلسفية, والمنطق القديم والحديث ومناهج البحث العلمي, والذي تتمثل مهمته في معرفة قواعد التفكير الصحيح ويربي في الإنسان ملكة النقد وتقدير الأفكار, وتعلم الأسس التي ينبني عليها البحث والتعلم الذاتي وآداب الحوار القائم على روح التسامح والتفاهم مع الآخر.
كذلك يهتم قسم العقيد والفلسفة بدراسة الفلسفة وقضاياها ومشكلاتها في عصورها المختلفة وذلك لما لها من أهمية في زيادة الوعي والنضج العقلي عند الإنسان وتأكيد الإيمان وزيادة الثقة بالله على مستوى الأفراد, وإثارة التساؤلات والمشكلات ومحاولة إيجاد حلول لها في ضوء عقيدة راسخة وذلك على مستوى الجماعات.
وفي النهاية نستطيع أن نقول إن مجال الدراسة في هذا القسم يجمع بين غاية العقيدة وهي الإيمان، وغاية الفلسفة وهي المعرفة.