نشاط اليوم

وكلمة اللقاء

كلمة الاجتماع مع السادة أعضاء الجهاز الإداري بالكلية

الأربعاء 1ديسمبر2021م

شكرا جزيلا لسيادة المدير العام الأستاذ الفاضل/ جمال جدوع، على كلمته الطيبة، وتقدمته الغالية، بارك الله فيه وجزاه أحسن الجزاء وأوفاه.

الحمد لله رب العالمين.

وأشهد أن لا إله إلاّ اللّٰه وحده لا شريك له، نزل الكتاب بالحق وهو يتولى الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، النبي الصادق الوعد الأمين، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

وبعد، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛

أيها السادة الأفاضل أعضاءَ الجهاز الإداري بكليتنا الحبيبة العريقة، مديرا عاما، ورؤساء أقسام، وموظفين، وكذلك فنيين، وعمالا، من شرّفنا بحضور الاجتماع، ومن حالت ظروفه دون شهودنا وحضورِ جمعنا، أزف إليكم جميعا تحياتي، وأقول لكم أهلا ومرحبا بكم جميعا في هذا اللقاء الطيب المبارك بإذن الله تعالى، الذي نهدف من خلاله إلى التواصل الدائم والمستمر، بما يخدم العملية التعليمية بكليتنا الغالية، ويحقق الرضا الوظيفي بين جميع أعضائها ومنسوبيها.

ودائما ما أحرص على الاستماع إليكم، والالتقاء بكم، ومحاولةِ تذليل أيةَ عقبة تعترض طريقَكم في سبيل الرقي بكليتنا إلى أعلى قمة تطمح إليها العيون، لتظل كليتُنا رائدة متبوءة المكانة السامقة الأعلى في مقدمة الصفوف بين نظيراتها من كليات الجامعة، وهذا طبعا في ظل القيادة الرشيدة بإدارة عميدها المفضال، فضيلة الأستاذ الدكتور/ السيد سلام، الذي نقدم له دائما أسمى آيات الشكر والامتنان.

وفي ظل رعاية مديرها العام، فضيلة الأستاذ الجليل/ جمال جدوع، الذي ندين له دائما بالشكر والتقدير والاحترام، ونتفق جميعا على حبه وتوقيره.

وأهتبل هذه الفرصة الطيبة لأتوجه إليكم بالأصالة عن نفسي والنيابة عن فضيلة الأستاذ الدكتور/ عميد الكلية، بجزيل الشكر وخالص التقدير، لما بذلتموه من جهد خالص لوجه الله تعالى في سبيل أن تظهر كليتُنا بالمظهر اللائق لها، وأعني بذلك ما تكبدتم مشاقَّه في يوم الأحد الماضي 28نوفمبر2021، الذي يعدّ بحق يوما من أيام الله تعالى، وهب الجميع فيه نفسَه لربه دون أن ينتظر مقابلا ما سوى إرضاء الله تعالى ورعايةِ كليتِنا وإعلاءِ كلمتِها، أشكر لكم حسن تعاونكم وإخلاصكم في عملكم وتفانيكم في أداء واجبكم، حين إخراج وتصوير خطة الإخلاء للكلية، فقد كنتم في ذلك اليوم كما أنتم دائما رجالا، صدق فيهم قول باريهم: «رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه»، وكان هذا الجهدُ مبذولا على جميع المستويات، بداية من أكبر أستاذ في الكلية، ومرورا بجميع منسوبيها، وانتهاء إلى أحدث عامل فيها، لا فرق بين أستاذ وموظف وعامل، ولا فرق بين رئيس ومرءوس، فجميعنا يسعى لإتقان عمله، وكلنا عون لبعضنا، فكل منا يمثل جزءا أصيلا لا يتجزأ، وركنا مهما في أركان العملية التعليمية والجودوية، لا يسد اختلالَه أحدٌ مكانه، على حد قول الحكيم:

لكل مكان لا يسد اختلاله *** مكان أخيه في جزوع ولا جلد

وكان على رأس الجميع سيادة الأستاذ الدكتور/ عميد الكلية، حفظه الله تعالى، قائدا وقدوة وإماما للجميع، به يحتذون، وعن عزمه وهمته يصدرون، لم يتكاسل أو يغفل أو يغب عن لحظة الحسم وساعة الحزم، أو يغادر لحظة أرض الكفاح وساحة العمل، بل كان أول المشاركين وقائد المناضلين، فكان يوما مشرقا حافلا بساما ناجحا مهيبا، أغر محجلا به توّج الزمان، سيظل ينطق تاريخ الكلية بعزماته، ويتحاكى بكراماته، وكأن لسان حال كليتنا ينطق بهجة ويقول:

فاضرب بطرفك حيث شئت *** فلن ترى إلا جميلا

بدأ ذلك اليوم لا ككل يوم بل منذ السابعة صباحا، وانتهى ليس مع ميعاد خروج الموظفين من أعمالهم بل مع غروب شمسه، وكان قد تكاتف الجميع فيه، وعقدوا العزم على إخلاص النية، وصلاح الطوية، والعمل الجاد، فهناك أناس شجعان أبطال، ليس بينهم أحد بطال، سخرهم الله تعالى لخدمة الكلية من أبنائها والمنسوبين إليها، خرجوا من بيوتهم قبل الفجر، ولم يدخلوها حتى العشاء، وما ذلك إلا ابتغاء مرضاة الله تعالى، ورغبة في رفعة شأن كليتهم، وإخلاصِ عملهم، لا يبتغون أجرا إضافيا، ولا شيئا من أمور الدنيا، وذاك لعمري لهو الفوز العظيم. لأنه كما قيل:

الله أنجح ما طلبت به *** والبر خير حقيبة الرحل

فهؤلاء بحق هم جنود الله، سخرهم الله تعالى لإعلاء شأن هذه الكلية، وسوف لن يُخيب الله تعالى رجاءهم أبدا، إن شاء الله تعالى، ولن يُضيّع أعمالهم، مصداقا لقوله جل في علاه: «إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا».

أشكركم جميعا على ما قدمتموه وبذلتموه في ذلك اليوم، حتى انتهى على هذه الصورة الحسنة الجميلة، وتلكم الهيئة المشرفة المشرقة، وما ذلك إلا فضل وتوفيق من الله تعالى، فهو القائل عز من قال: «وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب».

لا يسعني في هذا المقام إلا الإشادة بمجهودكم وبدوركم الذي أديتموه في ذلك اليوم، والذي ما زلتم تؤدونه دائما في سبيل تقدم هذا الصرح العلمي للأمام وتبوئه المنزلة العليا إن شآء الله تعالى، بكل حب وإخلاص وتفان، خدمة للعلم ولطلابه.

وأشكركم أيضا على ما تقدمونه وتبذلونه دائما وأبدا فيما مضى، وأنتم فضلاء، وأهل لكل خير دائما، وكذا أشكركم لما ينتظر منكم من عمل جاد، وجهد شاق، وإخلاص دءوب في عملكم كما عهدنا بكم دائما، فيما يستقبل من أيام، باسمة طيبة مشرقة بكم إن شاء الله تعالى.

طبعا تعلمون أن الكلية تتقدم لتجديد الاعتماد في هذه الأيام المقبلة، ونحن نعلم أنكم على قدر كبير من المسئولية، وحرصكم على نجاح كليتكم لا يقل، إن لم يزد، على حرصنا، فهي بيتكم الكبير، وحضنكم الدافئ، ووطنكم الأصغر، بعد وطننا الأكبر مصر الحبيبة حفظها الله ورعاها.

ولذلك أنبه أن الصعب لم يأت بعد، فنحن على موعد مع الجودة الثانية، ففي انتظارنا أيضا يوم مثل ذلك اليوم، بل أيام ثلاثة، إنها أيام الجودة أيها السادة الكرام، تلك التي سوف يسبقها أيضا أيام أخر، ننتظر منكم فيها كثيرا من التكاتف الجاد، والأمل المثمر، والتعاون المستمر، والعمل الصعب، حتى تمر على أكمل وجه وأحسنه إن شآء الله تعالى، كما كانت أيام الجودة الأولى، والاعتماد الأول، منذ خمس سنوات مضت.

من أجل ذلك أنبه على حضراتكم من باب الذكرى فقط، فهي كما أخبرنا ربنا جل وعلا: «تنفع المؤمنين» وأنتم جميعا منهم إن شاء الله تعالى والحمد لله، أود أن أذكر بضرورة معرفة رؤية كليتنا ورسالتها وغاياتها وأهدافها، إلى غير ذلك من أمور الجودة التي تطبقونها فعليا بجهدكم وإخلاصكم وإتقانكم في عملكم وتوفيق الله تعالى لكم، والحمد لله على هذه النعمة المباركة، ونسأله دوامها وإتمامها.

ولنذكر دائما أننا لا محالة إلى ربنا سائرون، فالناس جميعا:

وبدؤهمو كان من ربهم *** وكل إلى ربه عائد

فلينظر أحدنا أين هو غدا من الله تعالى، حتى لا نكون ممن قال:

غبنتني الأيام عقلي ومالي *** وشبابي وصحتي وفراغي

صاحب البغي ليس يسلم منه *** وعلى نفسه بغي كل باغ

وختاما، فعذرا على الإطالة، وأشكر جميع الحضور، وكذلك من لم يحضروا وبخاصة من منعهم المرض سائلا المولى جل وعلا أن ينعم عليهم بعاجل الشفاء التام الذي لا يغادر بأسا ولا سقما، اللهم آمين يا رب العالمين، اللهم يا ربنا اشف جميع مرضانا، وجميع مرضى المسلمين يا رب العالمين، واحفظنا، واحفظ كليتنا الحبيبة، التي:

كأنها من حسنها درة *** أخرجها اليم إلى الساحل

كأن في فيها وفي طرفها *** سواحرا أقبلن من بابل

لم يبق مني حبها ما خلا *** حشاشة في بدن ناحل

فاللهم احفظها بحفظك، وارعها برعايتك، واحفظ مصرنا الغالية، واحفظ بلاد المسلمين جميعا، واحفظ كل البلاد، وجميع العباد من كل وباء، وبلاء، وسوء، ومكروه يا رب العالمين.

وأخيرا أزجي إلى حضراتكم جميعا أسمى آيات شكري وتقديري؛ لحرصكم على حضور هذا الاجتماع، وعلى حسن استماعكم، والحمد لله أولا وآخرا.

والآن أترككم مع فضيلة الدكتور/ عبد الله أديب، رئيس معيار التخطيط الإستراتيجي، ليعرض لنا رؤية الكلية ورسالتها وأهدافها، ويتحدث لنا في عجالة عن ثقافة الجودة وأهميتها.

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته