الحمد لله- تعالى - والصلاة والسلام على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وعلى من والاه، وبعد،،،

      فقد أنشئت كلية اللغة العربية بالقاهرة عام 1933م لتكون منارةً للعربية، وحِصْنَها الحصين، وحصلت على الاعتماد من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم عام 2018م، بالقرار رقم (178).

وتتطلع الكلية لأن تكون مؤسسة رائدةً في برامجها التعليميّة والبحثيّة - في مجالات اللغة العربية بفروعها المختلفة وفي التاريخ والحضارة الإسلاميّة - بما يتواكب مع التطورات المحلية والدولية، وتقنيات العصر الحديث.

      وهي أقدمُ صرح علميّ في العالميْنِ الإسلامي والعربي يحملُ هذا الاسم، فأُنْشئَ على غرارها وباسمها - فيما بعد - عديدٌ من الكليات في العالميْنِ الإسلامي والعربي، بعد أن حظيت كليتُنا العريقة بقصب السَّبْق.

      وقد حملتْ على عاتقها - بفضل علمائها وشيوخها - مسئوليةَ حفْظِ اللغة العربية والدفاع عنها، والتّصدي لكل الهجمات الشرسة، والدعاوى المغرضة عبر الأزمان والعصور؛ فقد عُنيت بعلوم اللغة العربية، وما يتعلَّق بها درسًا وبحثًا؛ ليتسنَّى للعالم أجمع فَهمُ كتابِ الله - تعالى - وسُنّةِ رسولِه صلى الله عليه وسلّم.

      ويَدرسُ بالكلية المئاتُ من الطلّاب الوافدين من شتى بقاع العالم في جميع فروع اللغة العربية المختلفة، وهم سفراءُ الأزهر في بلادهم؛ لنشر الفكر الوسطي الأزهري المعتدل.

      وقد تخرّج في هذه الكلية العريقة الرائدة بعضٌ ممن تولَّى مشيخة الأزهر الشريف؛ كفضيلة الشيخ/ إبراهيم حُمروش، وفضيلة الشيخ/ محمّد الفحّام، كما تخرّج فيها بعضُ الوزراء، ورؤساء الجامعات، والعلماء والأعلام؛ فمن أعلامها: إمامُ الدّعاة الراحل فضيلة الشيخ/ محمَّد متولي الشّعراوي رحمه الله.

      هذا، وتضم كليتُنا العريقة خمسَةَ أقسامٍ في مرحلة الدراسات العليا: اللغويات، أصول اللغة، الأدب والنقد، البلاغة والنقد، وقسم التاريخ والحضارة بفروعه المختلفة: التاريخ الإسلامي، التاريخ الحديث، الحضارة الإسلامية، كما تضمُّ مكتبة الكلية سبعة آلاف رسالة علمية- تقريبًا- بين ماجستير ودكتوراه.

      حفظ الله الأزهر الشريف قلعة العلم وحصن اللغة والدين، وبارك جهودَ إمامِه الأكبر، ورعاه بعينِهِ التي لا تنام، ووفَّق رئيس الجامعة لما فيه الخير لجامعتنا الغرّاء، وأزهرنا الوضَّاء.