قال الله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُون}  (يوسف آية: 2)

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله.

وبعد:

فاللغة العربية لغة مقدسة، هي لغة أهل الجنة، لغة القرآن الكريم، وهي أكثر اللغات تحدثًا ونطقًا ضمن مجموعة اللغات السامية، وهي أيضًا اللغة التي كُتِبَ بها معظم النصوص العربية، ولذلك تتطلع كلية اللغة العربية بالقاهرة في رؤيتها الطموح نحو مستقبلٍ واعدٍ تتبوأ فيه مكانةً مرموقةً بين كليات العالم العربي، معزَّزة برسالة الأزهر، وحرصه الدؤوب على التميُّز والإبداع في أداء رسالته في خدمة العلم والمعرفة، والتقدم الحضاري، وأن يكون دورها محوريًّا، يقوم على خدمة المجتمع الأكاديمي في النطاق الجغرافي الواسع الذي تنتمي إليه.

وتسعى كلية اللغة العربية أن تكون محل احترامٍ وتقديرٍ على جميع الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية، وتكون مركز إشعاع فكري وثقافي؛ بصيانة اللغة العربية وتراثها، وخدمة علومها وتيسيرها للعالمين، ومد يد العطاء اللغوي للعالم الإسلامي، بوصفها أقدم صرح علمي يحمل هذا الاسم في العالم الإسلامي لأكثر من ثمانين عامًا، تنوَّع فيها العطاء بما تنتهجه من فلسفةٍ ورؤية عالميةٍ في دراسة اللغة العربية وآدابها، ودعم العملية التعليمية، ومساندة البحث العلمي؛ عبر إتاحة الوصول إلى مصادر المعلومات بأشكالها وأنواعها المختلفة لمنسوبي الكلية.

ولما كان محور العملية التعليمية هو الطالب رأت الكلية ألا تدخر جهدًا في توفير بيئة أكاديمية ملائمة، تدفع الطلاب نحو التميُّز والإبداع؛ لبناء جيل من المعلمين القادرين على حمل أمانة الكلمة، للحفاظ على هوية الأمة ومكانتها.

وتهدف كلية اللغة العربية بالقاهرة لمنسوبيها إتاحة الوصول إلى توافر مصادر المعلومات بما يتماشى مع أحدث التقنيات والوسائل الحديثة، مع التطوير المستمر لمنسوبي الكلية؛ بالتعاون مع الأقسام العلمية الأخرى في الجامعات المختلفة؛ للارتقاء بمنظومة التعليم في مصر.

وقد حوت الكلية العديد من قاعات الدرس، والتدريب، والمعامل الصوتية المجهَّزة بأحدث التقنيات التي تحفز الطالب على التفكير السليم؛ ليساير النظريات الحديثة؛ لمعاونة الجامعة في القيام برسالتها العلمية.

كما أن سعينا نحو وجود تعليم جيد لطلابنا يتطلب بيئة صحية آمنة وسليمة، وتوفير مناخ ملائم للتفاعل مع المجتمع؛ لتنفيذ سياسة الجامعة في تأدية الخدمات للمجتمع، من خلال إيماننا العميق نحو  الجودة والتميُّز؛ ليبقي أزهرنا العزيز منارة تشع النور والمعرفة.

حفظ الله مصر، وحفظ أزهرنا الشريف.

أ. د/ صلاح عاشور

وكيل كلية اللغة العربية بالقاهرة لشئون التعليم والطلاب