Language
Menu
  1. الرئيسة
  2. عن الكلية
  3. هيئة التدريس
  4. الأقسام
  5. شئون الدراسة
  6. وحدة ضمان الجودة
  7. خدمات طلابية
  8. اتصل بنا

عمداء الكلية

فضيلة الشيخ محمد محمد الفحَّام.. شيخ الأزهر الشريف

  • 27 أكتوبر, 2021
فضيلة الشيخ محمد محمد الفحَّام.. شيخ الأزهر الشريف

    وُلِدَ الدكتور محمد الفحام بالإسكندرية في 18 من ربيع الأول سنة 1321هـ، الموافق 18 من سبتمبر سنة 1894م، وسلك في تعلُّمه المسلك الذائع في عصره؛ فحفظ القرآن الكريم، ثم لحق بمعهد الإسكندرية الديني، وقضى به سنوات حصل فيها على شهادته الابتدائية والثانوية، ثم درس بالجامع الأزهر، ونال شهادته العالمية سنة 1922م.

    فلما كانت سنة 1936م اختار الأزهر بعثة من خيار المتخرِّجين فيه ليدرسوا في باريس دراسة تمكِّنهم من الحصول على الدكتوراه في الآداب، فكان منهم الدكتور محمد الفحام، الذي قضى في باريس هو وأسرته عشر سنوات، صبر فيها على ما لقي من شدائد في ظلمات الحرب العالمية الثانية، حتى حصل على الليسانس من جامعة «السوربون»، وعلى عدة دبلومات، ثم حصل على الدكتوراه في الآداب بدرجة الشرف الممتازة من جامعة باريس سنة 1946م، عن رسالته: «معجم عربي فرنسي لاصطلاحات النحويين والصرفيين العرب»، وكان هذا المعجم مناط تقدير الأساتذة والمستشرقين وثنائهم، حتى إن أحدهم قال له: «لست أظن أن عالمًا زار فرنسا أكثر إلمامًا باللغة العربية منك».

    عاد الشيخ إلى مصر فوجد شهرته العلمية قد سبقته، فنهض بتدريس الأدب المقارن لطلبة كلية اللغة العربية، وبتدريس النحو بكلية الآداب - جامعة الإسكندرية.

    وما زال الشيخ الفحام يتدرج في وظائف التدريس حتى صار عميدًا لكلية اللغة العربية سنة 1959م، إلى أن أحيل إلى التقاعد، وحينئذ لم يركن إلى ما يركن إليه بعض المتقاعدين، بل انكبَّ على البحث والدرس في مكتبته الخاصة نحو عشر سنوات، إلى أن اختير شيخًا للأزهر الشريف بتاريخ 5 من رجب سنة 1389هـ، الموافق 16 من سبتمبر سنة 1969م، ثم انتخبه مجمع اللغة العربية عضوًا به، واحتفل باستقباله في 12 من صفر سنة 1392هـ ، الموافق 27 من مارس سنة 1972م.

    وكان الشيخ الفحام في مدة مشيخته للأزهر الشريف مثال الرزانة والحكمة والوقار، وشهد أحداثًا وطنية كان رأيه فيها حكيمًا يرجع على البلاد والعباد بالأمان.

    وظل في مشيخة الأزهر إلى مارس سنة 1973م؛ حيث ألحَّ في طلب إعفائه من منصبه لظروفه الصحية؛ فاستجيب له، وخلفه في مشيخة الأزهر الشيخ الإمام عبد الحليم محمود، وعكف هو في بيته بالإسكندرية ملازمًا للمصحف الشريف، مواظبًا على فرائضه وصلواته.

    وشاء الله - سبحانه وتعالى - أن يرتبط الشيخ الفحام بالعالم العربي والإسلامي ارتباطًا فكريًّا وعمليًّا؛ فقام برحلات متعددة إلى كثير من الأقطار؛ فمثَّل الأزهر في مؤتمر ثقافي في لبنان سنة 1947م، وسافر إلى نيجيريا موفدًا من الأزهر لدراسة أحوال المسلمين بها واقتراح حلول لمشكلاتهم، وقضى هناك خمسة أشهر، ولم يُثْنِه عن السفر ما زعمه له بعض المبشرين المسيحيين الذين زاروا نيجيريا من قبل بأنها مقبرة الرجل الأبيض، بل خرج من داره يتلو قول الله تعالى: «وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيماً»، وكانت رحلته ذات آثار طيبة؛ إذ اختار بعض أبناء نيجيريا ليتعلموا بالأزهر، وتخيَّر طائفة من علماء الأزهر ليدرسوا هناك، ولم تلبث نيجيريا أن حفلت بعدة مدارس وبكثير من المعلمين العرب والقضاة العرب.

    وبعد ذلك سافر إلى باكستان ثلاث مرات اتصل فيها بكثير من علمائها، وزار كثيرًا من مدارسها ومعاهدها ومكتباتها، ثم اتجه إلى موريتانيا، وأسهم في إنشاء مكتبة إسلامية كبيرة بها، وشارك في مناقشات إسلامية، منحوه بعدها وثيقة مواطن موريتاني، كذلك سافر إلى إندونيسيا ثلاث مرات ممثلاً للأزهر، وسافر إلى إسبانيا والسودان والجزائر وإيران وليبيا.

    وقد خلَّف الشيخ الفحام – رحمه الله - مؤلفات قيمة، منها: مذكرات في الأدب المقارن، لطلبة كلية اللغة العربية، مذكرات في النحو لطلبة كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، كتاب عن سيبويه وآرائه النحوية، هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، المسلمون واسترداد بيت المقدس، أثر الإسلام في توجيه القادة الإداريين.

    وتفوق الشيخ في دراسة علم المنطق، فألف رسالة سماها «رسالة في الموجهات» وهو طالب بالسنة الثانية الثانوية، جمع فيها بين العلم وسهولة عرضه، فأعجب زملاؤه بما كتب، حتى إن طلاب شهادة العالمية المؤقتة نهلوا من معين رسالته، كما تفوق في دراسة الجغرافيا.

وللشيخ الفحام بحوث نشر بعضها في مجلة مجمع اللغة العربية، منها:

    1- «الشيخ خالد الأزهري»، وذكر فيه المصادر الاثنى عشر التي تحدثت عنه، وعرض أسماء أساتذته، وأسماء مؤلفاته الستة عشر التي وصلت إلينا، ومنها المقدمة الأزهرية، وشرحها، وإعراب الأجوبة وشرحها.

    2 - بحث آخر موضوعه سيبويه، بدأه ببيان معنى كلمة سيبويه، فنقل ما ذكره القدماء، ثم نقل ما ذكره المستشرق كرنكو، ولم يعتمد على ما ذكره المستشرق، بل سأل علماء اللغة الفارسية، وانتهى إلى ترجيح أن كلمة سيبويه معناها «تفاحة صغيرة» لا «رائحة التفاح»، كما هو ذائع شائع، وبعد هذا التمهيد الشائق ذكر عدة من العلماء اسم كل منهم سيبويه، هم: سيبويه الأصفهاني، وسيبويه المغربي، وسيبويه المصري، ثم انتقل إلى شيخهم سيبويه البصري إمام علماء البصرة، وشيخ النحاة، وأول من لقب بهذا اللقب، فتحدث عن مولده ومكانه وتلاميذه والمناظرة التي كانت بينه وبين الكسائي.

    وقد لقي الإمام الأكبر الشيخ محمد الفحام وجه ربه يوم الأحد 20 من شوال سنة 1400هـ، الموافق 31 من أغسطس سنة 1980م.

    وتخليدًا لذِكْرِه أطلقت كلية اللغة العربية بالقاهرة اسمه على إحدى قاعاتها الكبرى.

    رحم الله الشيخ الإمام محمد محمد الفحام، وجزاه عن العربية والإسلام خيرًا عميمًا.

    المصدر:

    1- الأزهر في ألف عام 2/ 313: 315.

    2- جمهرة أعلام الأزهر الشريف 7/ 31: 33.

طباعة
Tags:
Rate this article:
5.0

Please login or register to post comments.

x
Copyright 2024 by Al-Azhar Al-Sharif Terms Of Use Privacy Statement
Back To Top