تنعى كلية اللغة العربية بالقاهرة فضيلة الشيخ معوض عوض إبراهيم الأزهري، أكبر مُعمَّر أزهري، الذي لبَّى نداء ربِّه مغرِبَ أمس الأربعاء ٦ شوال ١٤٣٩هـ - ٢٠ يونيو ٢٠١8، عن عمر 106 أعوام.

تقام صلاة الجنازة بعد صلاة ظهر اليوم (الخميس) في الجامع الأزهر الشريف.

وُلِدَ فضيلة الشيخ معوض عام 1330 هـ - 1912م بقرية كفر الترعة الجديد مركز شربين محافظة الدقهلية. عاصر 5 رؤساء، و3 ثورات، وهو أقدم خريج أزهري وأكبر المحدِّثين في العالم الإسلامي سنًّا.

التحق الراحل بالأزهر الشريف عام 1344 هـ - 1926م، بعد أن أتمَّ حفظ القرآن الكريم بكتاب القرية، وحصل على الابتدائية عام 1348 هـ - 1930م، والكفاءة عام 1933م، وعلى الثانوية من معهد طنطا عام 1358 هـ - 1935م.

تخرَّج الشيخ في كلية أصول الدين بالقاهرة بالخازندارا عام 1939م، وأكمل سنتين في تخصص الدعوة، وحصل على التخصص عام 1363 هـ - 1941م.

عُيِّن فضيلته واعظًا في أسوان والفيوم وبورسعيد. وفي عام 1952م حصل على تخصص التدريس والتربية من كلية اللغة العربية - جامعة الأزهر، ثم ذهب إلى لبنان مبعوثًا للأزهر الشريف للوعظ والتدريس من عام 1956 إلى عام 1962 في الكلية الشرعية ببيروت.

عمل مفتشًا ومراقبًا للوعظ في القوات المسلحة، ومحاضرًا في الدراسات العليا قسم الحديث في كلية أصول الدين حتى عام 1973م، كما عمل مدرسًا في كليه الشريعة بالرياض عام 1973م، وباحثًا علميًّا في رئاسة البحوث العلمية والإفتاء إلى عام 1976م، ثم عمل مدرسًا في كليتي أصول الدين والحديث النبوي في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

عمل فضيلة الشيخ معوض – رحمه الله - رئيسًا لقسم الدعوة في وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية في الكويت بداية من عام 1979، الذي أنشئ فور تعاقده في الوزارة حتي عام 1985، وعمل عضوًا في لجنة الفتوى بالأزهر الشريف في عهد الإمام الأكبر شيخ الأزهر جاد الحق علي جاد الحق - رحمه الله.

تتلمذ الشيخ على كوكبة من أكابر علماء الأزهر الشريف، منهم:

الشيخ محمد الأودن، والشيخ محمد سلامة صاحب كتاب مباحث في علوم القرآن، والشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني، صاحب كتاب مناهل العرفان، والشيخ علي سرور الزنكلوني، وعنه يروي فضيلة الشيخ معوض بأسانيده المتصلة، والشيخ محمد أبوزهرة، والشيخ الجليل محمد يوسف موسى.

وعاصر الشيخ أعلامًا كانت بينه وبينهم مواقف وذكريات يتجلَّى فيها ارتباط الشيخ بالأكابر من العلماء، منهم:

فضيلة الشيخ عبد الله المشد، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر محمد مصطفى المراغي، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر محمد الخضر حسين، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر عبدالرحمن تاج، وفضيلة الشيخ الإمام الأكبر شيخ الأزهر محمود شلتوت، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور عبدالحليم محمود.

كتب الراحل للعديد من الصحف والمجلات منذ عام 1939م في مجلات: نور الإسلام، وهدي الإسلام، ومنبر الشرق، ومجلة الأزهر، التي كتب لها منذ عام 1953م، ومجلة منبر الإسلام، ومجلة الوعي الإسلامي بالكويت، ومجلة العرفان اللبنانية، ومجلة الهداية البحرينية، ومجلة البلاغ الكويتية، ومجلة النهضة واليقظة الكويتية، وحضارة الإسلام في سوريا، ومجلة البحوث الإسلامية في باكستان، ومجلة البحوث الإسلامية في الرياض، ومجلة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، ومجلة العرفان في صيدا وبيروت، ومجلة اليقين في الهند.. وغيرها من المجلات والجرائد اليومية المصرية، منها: الأخبار والوفد وآفاق عربية والدستور، كما كتب لجريدة الرياض السعودية والوطن القطرية، وأخبار الخليج البحرينية، ومجلات ونشرات رئاسة البحوث العلمية والإفتاء في الكويت.

أثرى الراحل المكتبة الإسلامية بالعديد من المؤلفات، منها:

• "الإسلام والأسرة السعيدة" طبع في بيروت 1960م.
• "قبس من الإسلام" طبع في بيروت 1962م وطبع مرة أخرى بعنوان "عناصر الإسلام وطرق هديه".
• "إنسانية العبادات في الإسلام"، في القاهرة 1970م.
• "ملامح من هذا الدين"، في القاهرة طبعة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية 1970م.
• "مع الإمام البخاري في كتاب العلم من صحيحه"، طبع بالكويت 1982م.
• "الرسول والرسالة في شعر أبي طالب"، طبع بالكويت 1983م.
• "عنصر الهداية في القرآن الكريم"، طبع بالكويت 1983م.
• "ركائز المجتمع المسلم في سورة الحجرات"، طبع بالكويت 1983م.
• "ذلك الدين القيم"، طبع بالإسكندرية 1996م.
• "الأولاد ودائع الله عندنا"، طبع بالقاهرة 2002م.
• "مشاهد الوجود وشواهد التوحيد" طبع في دار الدعوة بالإسكندرية عام 2008.
• "نفحات القرآن" طبع في دار الدعوة بالإسكندرية عام 2008.
• "التقوى والمتقون في القرآن الكريم" دار البصائر المصرية.
• "فلسطين وكيف نستردها عربية مسلمة؟".
• "الإسلام وطرق هديه".
• "من أدب النبوة".
• "من رحيق الإيمان" (ديوان شعر).
• "جوانب من دعوات المرسلين".
• "دراسات في اللغة والأدب".

أنشأ فضيلة الشيخ المعهد الديني الأزهري في بورسعيد عام 1964م، وأهدى مكتبته قبل وفاته بعدة أعوام إلى الازهر الشريف وبها أكثر من 4000 كتاب ومخطوط ونحو  20 مؤلفًا وضعها في مجالات الفكر الإسلامي والشريعة.