نتائج وتوصيات المؤتمر الدولي الثالث
التاريخ بين التصحيح والتحريف حتى نهاية القرن التاسع عشر
المنعقد بمقر الكلية في المدة من 10- 11 رجب 1440هـ الموافق 17 - 18 مارس 2019م
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام الأنبياء وسيد المرسلين، وعلى آله وصحبه الهداة المهتدين، اللهم اجعل بدأنا مقرونًا بالإخلاص في التوكل عليك، وختامنا موصولا بالنجاح منك، فلا سائل أفقر منا، ولا مسئول أجود منك.
وبعد؛؛؛؛؛؛
فبرعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وسيادة الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة، ونائبه بأسيوط؛ اختتم المؤتمر الدولي الثالث لكلية اللغة العربية بأسيوط أعماله في جوّ من الأمن والأمان الذي تنعم به مصرنا المحروسة، وقد خرج المؤتمر بنتائج وتوصيات؛ من أهمها:
أولاً- أن التاريخ له سند قوى من القرآن الكريم والسنة الصحيحة مما جعله عصيًا على التزييف والتحريف في هذا الجانب، لكونه مسجًلا في كتاب محفوظ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وتلك حقيقة لا جدال فيها رغم افتراءات ومزاعم بعض المؤرخين من الغرب والشرق.
ثانيًا- أن التاريخ الإسلامي يتسم بالعراقة إذ يضرب بجذور ممتدة في أعماق التاريخ الإنساني مما جعل أحداثه حية نابضة عبر الحقب المتطاولة، والأجيال المتعاقبة، فاجتمع لنا هذا الركام الثقافي والحضاري، وهو ما لم يتوفر لأمة أخرى.
ثالثًا- إن تاريخنا الإسلامي بما يمثله من ثقافة وحضارة وعلم وفكر لم يكن نتاج أمة العرب وحدها، بل شاركهم في صياغته وتسجيله آخرون من جنسيات مختلفة، وأعراق متباينة يحملون منطلقات فكرية ونزعات عقدية ومذهبية قد قادت بعضًا منهم إلى توجيه الحدث التاريخي إلى غير مساره الصحيح سواء كان عن قصد أم وقع ذلك منهم عفوًا.
رابعًا- لقد كان لنفر من الحطابين الذين جمعوا بين الغث والسمين من الروايات التاريخية دون تحقيق أو فحص أو توثيق أثر بارز في تشويه التاريخ وتزييفه مما يتطلب قراءة نقدية صحيحة تقوم على منهج علمي يسبر أغوار الرواية التاريخية، ويوثقها متنًا وسندا وبخاصة في مناهجنا الدراسية على كل المستويات التعليمية.
خامسًا- أن ثمة أسبابًا كثيرة أسهمت في تحريف الحقائق التاريخية، وتوجيهها توجيهًا غير صحيح، ولعل فساد المنهج في تسجيل الأحداث، وسوء الفهم في التفسير له أثر في ذلك.
سادسًا- يؤكد المؤتمرون من خلال بحوثهم على إعادة قراءة التاريخ وصياغته على وفق معطيات علمية، ومناهج نقدية موضوعية بغية تنقيحه وتنقيته مما سطرته يد الوضع والتحريف.
سابعاً- إن تصحيح الرواية التاريخية أو نقدها لا يتحقق بالغوغائية، ولا بالبرامج الادعائية، وإنما بالبحث العلمي الدقيق، والأسس النقدية الصحيحة مع التجرد التام والتخصص الدقيق.
ثامنًا- أنه من الخطأ العلمي اجتزاء بعض السلبيات التاريخية وإعطاؤها صفة العموم على التاريخ كله، فهذا يجافي الإنصاف والعدل، فالتاريخ فيه بعض السلبيات كما فيه الإيجابيات أيضاً.
تاسعًا- يوصي المؤتمر بإنشاء جمعية تاريخية تهتم بقضايا الفكر الإسلامي تكون تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر تضم أهل الكفايات العلمية والباحثين والمختصِّين وأرباب الفكر المستنير في عالمنا العربي والإسلامي تكون معبرة عن وجهة النظر الإسلامية، فتعتمد المعايير الإسلامية في نقد الخبر وتحليله وسبر أغواره لمعرفة أبعاد فلسفته ومظاهر حكمته والإفادة منه في حاضر الأمة ومستقبلها؛ وذلك لتصحيح السلبيات التاريخية، وبناء المعرفة على أسس علمية ونقدية صحيحة مع احترامنا وتقديرنا لجهود الجمعية التاريخية الحالية.
عاشرًا- يوصي المؤتمر بإصدار مجلة تاريخية تعنى بتصحيح المرويات التاريخية وفحصها، ووضع الضوابط الدقيقة لاعتمادها والاطمئنان لها خدمةً للمسلمين وتاريخهم المجيد الذي هو القبس المضيء في تاريخ الإنسانية المظلم.
حادي عشر- إنشاء مؤسسة علمية تاريخية بالاشتراك مع مختلف الاتجاهات على المستوى الإقليمي والعالمي يكون لها ميثاق تأسيسي قائم على مراجعة التاريخ الإنساني والتزام المعايير العلمية والمقاييس المنطقية في تقصي قضاياه وتجنب خطاياه ،وإبراز قيمه بعيدا عن أي تعصب مذهبي أو ميل سياسي أو انحياز عرقي ويكون لهذه المؤسسة مؤتمرات دورية وإصداراتٍ سنوية أو ربع سنوية لتحقيق ذلك.
ثاني عشر– العمل على تطبيق مناهج المحدِّثين على التاريخ الإسلامي وعلى الأخص حقبة السيرة النبوية والخلفاء الراشدين والتحقق من مستوى تلك المعايير فيما يلي ذلك من عصور التاريخ الإسلامي.
ثالث عشر– جمع الروايات والأحداث التاريخية من العلوم الأخرى غير التاريخية إذ قد توجد الرواية التاريخية في غير مظانها من كتب التاريخ ومحاولة إدماجها مع نظيرها من المصادر التاريخية.
ويوصي المؤتمرون بعقد مؤتمر بعنوان :
ومؤتمر آخر بعنوان:
- القدس في الدراسات العربية بين التراث والمعاصرة
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلمَ