Language
Menu

Search


12345678910الأخير

محبة وسلام

mona dsouky
/ أبواب: محبة وسلام

ميخائيل ويردي يفتح الباب للشعراء المسيحيين لمدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم

 

       أن يكون النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- موطن إعجاب المسلمين فهذا أمر بدهيٌّ، لكن أن يحتفي بأخلاقه وأمانته ويمدحه شعراء من غير المسلمين فهو أمر يستوجب التوقف عنده؛ لأن الإنصاف من شيم الكرام، وقد فتح الشاعر السوري ميخائيل بن خليل الله ويردي(1904-1978)  الباب أمام الشعراء المسيحيين لمدح النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- عندما عارض " نهج البردة " بقصيدته: " وحي البردة" التي عبر فيها عن انفعالاته ومشاعره بصدق وعفوية بعيدًا عن التكلف والتزيد، فسلك دربه شعراء كثر من سوريا ولبنان، مدحوا النبي في أشعارهم وقصائدهم على الرغم من مخالفتهم لعقائده، فنطقوا بأحسن الكلمات في حقه، ومن هؤلاء: خليل جمعة الطوال، وخليل إسكندر القبري، والدكتور نظمي لوقا، ووصفي الزنفلي شاعر حمص، وشلبي ملاّط شاعر الأرز، وجورج سلستي، والشاعر اللبناني الأستاذ حليم دموس، والأديب مشيل الله ديردي، والدكتور شبلي شميل، وشاعر الأقطار خليل مطران، وجورج صيدح، وإلياس قنصل، ورشيد سليم الخوري الشاعر القروي، ومحمود الخوري الشرتوني، وعبد الله يوركي حلاق، ورياض معلوف، وإلياس فرحات، ومارون عبود، ونقولا فياض، وجاك صبري شماس، وعلى الرغم من أنهم لم يعتنقوا دينه فإنهم حرصوا على إنصاف قيم الأمانة والموضوعية والحق، وهي قيم تتطلب من رجالها أن يترفعوا عن التعصب والحقد؛ لتفيض كلماتهم بالحب والإجلال، فنجد ميخائيل ويردي يلتزم بنهج المعارضات فى المدائح النبوية الشهيرة، ففعل مثلما فعل أسلافه من شعراء المدائح كالبوصيري، والبارودي، وشوقي، فغنّى على قيثارتهم، ونسج على منوالهم فيذكر موضع (جيران بذي سلَم) وما له من دلالة رمزية تاريخية، فاستهلّها بقوله:

    أنوارُ هادي الورى في كعبةِ الحرمِ    فاضتْ على ذِكرِ جيرانٍ بذي سَلَمٍ

  ثمّ عرض الشّاعر ما لاقاه صاحب الرسالة -صلى الله عليه وسلم- من معاداة قومه له عندما دعاهم إلى التوحيد، ونبذ عبادة الأصنام، فتحمّل الصبر طويلًا في سبيل تبليغ رسالة ربه، حتى أتمّ الدين، وأكمل شرائعه على أحسن صورة:

    وحَّدْتَ ربّكَ لمْ تُشرِك بهِ أحدًا              ولستَ تسجدُ بالإغراءِ للصنمِ

  عاديتَ أهلكَ في تحطيمِ بدعتهم           من ينصر اللهَ بالأصنام يصطدِمِ

 

ثم يشير إلى إنسانية النبي في كرمه وحسن عطائه، وجميل أخلاقه قائلًا:

 

    ترعى اليتيمَ وترعى كلَّ أرملةٍ   رعيَ الأبِ المُشْفِقِ الباكي من اليَتَمِ

    كأنّما قلبهُ ينبوعُ مرحمةٍ             مستبشِرٌ فرحٌ جذلانُ بالنَّسمِ

في دينكَ السمحِ لا جنسٌ ولا وطنٌ             فكل فردٍ أخٌ يشدو على عَلَم

 

ثم أعلن الشاعر إعجابه بنهج النبي في الدعوة، والتعامل مع مَنْ هُمْ من غير دينه  فقال:

 

        أحببتُ دينكَ لمَّا قلتَ أكرمكم            أتقاكمُ وتركتَ الحُكمَ للحَكَمِ

      وقلتَ: إني هُدىً للعالمين ولمْ            تلجأ إلى العُنفِ بلْ أقنعتَ بالكلِمِ

 

إلى أن ختم قصيدته بالصلاة عليه وإحياء ذكره وطلب الشفاعة منه:

 

      فاجعلْ هواكَ رسولَ الله تلقَ بهِ          يوم الحسابِ شفيعًا فائقَ الكَرَمِ

  صلّى الإلهُ على ذِكْراكَ مُمتدِحًا             حتى تؤمّ صلاةَ البعثِ بالأُمَمِ

الموضوع السابق د. إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق
الموضوع التالي «الأقباط الأرثوذكس» تشكر طبيبًا أزهريًّا؛ لنجاحه في إجراء عملية دقيقة لطفلة من الصعيد
طباعة
69 Rate this article:
لا تقييم

Please login or register to post comments.

x



Copyright 2024 by Al-Azhar Al-Sharif Terms Of Use Privacy Statement
Back To Top