أزهري يحصل على دبلوم الأديان من أساتذة وقساوسة الفاتيكان، ويشرح الإسلام لسبعين قس من شباب الكنائس

       تُوَثِّقُ العلاقات العلمية روابط المحبة، وتنزع فتيل الاختلاف بين جميع الأطراف وهو ما حدث في علاقة الأزهر بالفاتيكان؛ فبعد أن أعرب بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان في 2006م عن أسفه لكون بعض مقاطع خطابه بدت مسيئة لمشاعر المسلمين، وأنه لم يكن يقصد الإساءة إلي نبي الإسلام -محمد صلى الله عليه وسلم، قدمت الفاتيكان  طلبًا رسميًّا للأزهر بإرسال ممثلٍ له؛ للحصول علي دورة في العلوم المسيحية، كما أرسلت الفاتيكان طلبات لدولٍ وجهات أخرى، فرشح الأزهر الدكتور عمرو عبد العاطي، مدرس اللغة الإنجليزية بكلية اللغات والترجمة؛ ليكون حلقة وصل واتصال مع الفاتيكان، فاستقبله مدير العلاقات الدولية، واصطحبه بسيارته الخاصة؛ تكريمًا للأزهر، وبدأ مهامه في الدراسة للحصول على دبلومة في العلوم المسيحية استمرت لمدة شهر من جامعة “أوربانيانا” أشهر جامعة في روما؛ كونها الأكاديمية العليا بالنسبة للكاثوليك من بين سبع جامعات تخصصوا في دراسات مختلفة ، وتلقى خلال هذه المدة علوم متنوعة من أساتذة مسيحيين وقساوسة في تسع مواد دراسية، تركز على فهم الآخر كما يريد أن يُفهم، وحوارات عن اللاهوت المسيحي، والعهد القديم والعهد الجديد، وتاريخ الكنيسة وتطور المسيحية، وفي نهاية الدورة عقد امتحان اجتازه مبعوث الأزهر بجدارة؛ ليكون أول أزهري يحصل على دبلومة أكاديمية متخصصة في الأديان من الفاتيكان، وقد ألقى عبد العاطي خلال دراسته  سبع محاضرات مختلفة؛ ستة منها داخل الفصل الدراسي كجزء من متطلبات الحصول على الدبلومة، وواحدة خارج البرنامج الدراسي تناولت التعريف بالإسلام بحضور 70 دارسًا من شباب القساوسة الدارسين بالجامعة، ممثلين لأكثر من 40 دولة حول العالم، وكانت هذه الدورة البداية لتوطيد العلاقات بين الأزهر والفاتيكان، وبيان نيته الجادة في عودة العلاقة مع الأزهر، ثم كان التعاون الأكبر لما يخدم الإنسانية بتولي البابا فرنسيس الباباوية في الفاتيكان  في 2013م.