Language
Menu

Search


مدير المكتب الثقافي السابق لسفارة مصر بالهند يكشف أسرار تدريس اللغة الأردية في جامعة الأزهر
mona dsouky
/ أبواب: اخبار, حوارات

مدير المكتب الثقافي السابق لسفارة مصر بالهند يكشف أسرار تدريس اللغة الأردية في جامعة الأزهر

 

تعلمت الأردية مصادفة .. وعشت في الهند طالبًا وأستاذًا ومبعوثًا دبلوماسيًّا    

يفهمها أكثر من مليار.. ويقرؤها 500 مليون مسلم.

حوار: أحمد زناتي

  ناداه أحد الأساتذة: أيها الصعيدي، تَعَال، لماذا لا تلتحق بقسم اللغة الأردية؟ فرد الطالب: أنا لا أعرف عنها شيئًا،  فعاجله الأستاذ: يا بني هي لغة المسلمين في الهند وباكستان،  فقال الطالب: وماذا سأعمل بعد التخرج؟ فأجاب الأستاذ: لعلك تكون من أوائل الخريجين فتعمل معنا، وبالفعل دخل الطالب القسم واجتهد؛ حتى تخرج فيه وعُين معيدًا، ثم سافر للهند فحصل على الماجستير، ثم الدكتوراه، وعاد إلى القاهرة ليستكمل أبحاثه ويحصل على الأستاذية، ويتوج مشواره مديرًا للمكتب الثقافي بالسفارة المصرية في الهند، ثم رئيسًا لقسم اللغة الأردية بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، إنه الدكتور/ أحمد عبد الرحمن القاضي، مدير المكتب الثقافي لمصر في الهند، رئيس قسم اللغة الأردية بكلية اللغات والترجمة:

-عرفنا على هذه اللغة ؟

   هي لغة جذورها ممتدة قبل القرن العاشر الهجري لكنها تكونت في شبه القارة "الهند وباكستان وأفغانستان وبنجلاديش"، وأصبح لها صورة اللغة في القرن العاشر، وظلت تتطور إلى أن ظهرت بهذا الشكل الذي رأيناه في القرن السادس عشر أو السابع عشر الميلادي، ثم جاء الإنجليز وأخذوا في بث الفتنة بين وحدتي الأمة      "الهنادكة غير المسلمين والمسلمين".. فقالوا للهنادكة: إن اللغة التي تنطقون بها هي اللغة الهندية وصاحبة الخط "الديوناكري"، أي: الهندي الذي يعرفه البعض، مع العلم أن اللغة الهندية واللغة الأردية لغة واحدة.. أو وجهان لعملة واحدة، لا فرق بينهما مطلقاً.. إلا في الخط، وعندما حدث انقسام في شبه القارة عام 1947م إلى دولتين، هما: باكستان، والهند..  اتخذت باكستان اللغة الأردية لغةً قومية لها..  واتخذت الخط العربي أساسًا لكتابة هذه اللغة، في حين اتخذت الهند اللغة الهندية وهي أحد مسميات اللغة الأردية لغة لها، واتخذت الخط "الهيونادري" وهو الخط المحلي القديم أساسًا لها، والفرق بينهما في الألفاظ فقط.

-كم دولة تنطق بالأردية؟

   اللغة الأردية لها مشكلة، وهي أن اللغات عامة تنسب إلى البلاد التي تنطق بها..  فمثلًا العربية في بلاد العرب.. والفارسية في بلاد فارس " أي: إيران " .. والألمانية في ألمانيا.. وهكذا أما اللغة الأردية فيُتحدث بها وتفهم في جميع أنحاء باكستان والجزء الشمالي من أفغانستان.. وخاصة إقليم الحدود.. أو ما يطلق عليه إقليم "خيبر بختون خوا "؛ نتيجة للجوار مع باكستان، وبتأثير الثقافة الباكستانية على أفغانستان؛ لذلك تفهم اللغة في باكستان وأفغانستان، وكذلك معظم الهنود إن لم يكن 80% منهم يفهم اللغة الأردية؛ لأنها لغة الثقافة والأفلام عندهم.

-إذن كم عدد المتحدثين بها في العالم تقريبًا؟

   عدد المتحدثين باللغة الأردية يفوق عدد أيِّ من المتحدثين بأي لغة في العالم، أي: إن اللغة الأردية المنطوقة "وبالتحديد المنطوقة"؛ لأننا كما قلنا هناك فرق في خط الكتابة، وإذا قلنا: إن الهند مليار ومائة مليون وباكستان 160 مليون وعدد آخر لا بأس به في أفغانستان، بمعنى أنه لا يقل عن مليار ومائتي مليون يفهمون اللغة الأردية، لكن الذين يقرأونها هم المسلمون والمتخصصون في هذه البلاد؛ حيث إنها تكتب بالخط العربي، وهؤلاء لا يقلون عن نصف مليار مواطن، هذا إلى جانب بعض المناطق في أفريقيا وبريطانيا؛ فالجنوب البريطاني يسكنه عديد من الجاليات من أبناء شبه القارة، الذين يحافظون جدًّا على هوياتهم، ناهيك على أنها لغة الربط بين الجاليات الآسيوية في الدول العربية، وخاصة في دول الخليج العربي.

-متى بدأ تدريس هذه اللغة في جامعة الأزهر؟

   مضى على وجود اللغة الأردية في مصر كلغة تدرس في الجامعات والمعاهد العلمية المصرية ما يزيد على نصف قرن من الزمان، كانت في بداية أمرها لغة معاونة يدرسها الطالب بوصفها ذات صلة وثيقة باللغة العربية، وأنها إحدى اللغات الإسلامية، إضافة إلى كونها لغة شرقية، وعلى وجه الخصوص عام 1979م حين قررت جامعة الأزهر افتتاح قسم مستقل للغة الأردية وآدابها بكلية اللغات والترجمة؛ ليصبح ضمن منظومة الأزهر الرامية إلى تحقيق قول الله تعالى: {وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا}، وتخرجت الدفعة الأولى عام 1983م وفي عام 1996م افتتحت الجامعة قسمًا آخر مستقلًّا للغة الأردية بكلية الدراسات الإنسانية فرع البنات بالقاهرة، وتخرجت الدفعة الأولى منه في1999م / 2000م.

-وهل يستطيع الطالب إتقان اللغة خلال دراسته؟

   بالطبع لا يستطيع أن يتقنها إلا إذا كان عبقريًّا، لكنه يحتاج للاجتهاد الشخصي والتحدث بها كثيرًا.

-وماذا يعمل بعد تخرجه من الجامعة؟

مجالاتها متنوعة في: التدريس، والإعلام، والخارجية.

 -لماذا ندرس اللغة الأردية في جامعة الأزهر؟

   لأنها ذات صلة وثيقة باللغة العربية، وجامعتنا لها طابع فريد في تدريس هذه اللغة باختلاف عن الجامعات الأخرى، وهو العمل على تخريج القادرين على نشر الدين الإسلامي الصحيح خارج حدود المنطقة العربية، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تسللت إليه.

-كيف تم اختيارك للعمل بالسلك الدبلوماسي في الهند؟

   تقدمت مثل غيري للسفر ملحقًا ثقافيًا وبحمد الله اجتزت الاختبارات، وتم اختياري من بين أكثر من مائة أستاذٍ، واخترت مديرًا للمكتب الثقافي لسفارة مصر بالهند، وكانت سعادة بالغة لي؛ فقد زرت الهند طالبًا، وأستاذًا، ومبعوثًا دبلوماسيًّا، وعندما أتذكر ذلك أحمد الله وأعود لشبابي، فأتذكر عندما قال لي أستاذي: يا صعيدي، تعال والتحق بهذا القسم؛ فحقًّا لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع.

الموضوع السابق سفير النوايا الحسنة في أمريكا وصاحب جائزة النشر العلمي في الصين
الموضوع التالي د. طارق رضوان، مدير المركز الثقافي لسفارة مصر في اليونان
طباعة
95 Rate this article:
لا تقييم

Please login or register to post comments.

x

حوارات

د. سلامه داود رئيس جامعة الأزهر في حوار للملتقى

د. سلامه داود رئيس جامعة الأزهر في حوار للملتقى

  • 14 نوفمبر 2022
  • الكاتب: mona dsouky
  • عدد المشاهدات: 161
  • 0 تعليقات
د. طارق رضوان، مدير المركز الثقافي لسفارة مصر في اليونان

د. طارق رضوان، مدير المركز الثقافي لسفارة مصر في اليونان

  • 27 يونيو 2022
  • الكاتب: mona dsouky
  • عدد المشاهدات: 146
  • 0 تعليقات
مدير المكتب الثقافي السابق لسفارة مصر بالهند يكشف أسرار تدريس اللغة الأردية في جامعة الأزهر

مدير المكتب الثقافي السابق لسفارة مصر بالهند يكشف أسرار تدريس اللغة الأردية في جامعة الأزهر

  • 27 يونيو 2022
  • الكاتب: mona dsouky
  • عدد المشاهدات: 95
  • 0 تعليقات

سفير النوايا الحسنة في أمريكا وصاحب جائزة النشر العلمي في الصين

كلمة غيرت مجرى حياتي عندما التحقت بزراعة الأزهر

  • 27 يونيو 2022
  • الكاتب: mona dsouky
  • عدد المشاهدات: 91
  • 0 تعليقات
د. جمال عبد الحي، نائب رئيس مجلس إدارة نادي أعضاء هيئة التدريس

د. جمال عبد الحي، نائب رئيس مجلس إدارة نادي أعضاء هيئة التدريس

  • 27 يونيو 2022
  • الكاتب: mona dsouky
  • عدد المشاهدات: 120
  • 0 تعليقات
RSS
12





Copyright 2024 by Al-Azhar Al-Sharif Terms Of Use Privacy Statement
Back To Top