Language
Menu

Search


د. طارق رضوان، مدير المركز الثقافي لسفارة مصر في اليونان
mona dsouky
/ أبواب: اخبار, حوارات

د. طارق رضوان، مدير المركز الثقافي لسفارة مصر في اليونان

 

وثقنا تاريخ دور العبادة القبرصية، ونشرناه في دول العالم الإسلامي.

ذكريات اليوناني محفورة  بحبه مصر ... والمصري  لا يعد نفسه غريبًا في اليونان.  

حوار: عبدالله شنب

      الدكتور طارق رضوان، رئيس قسم اللغات اليونانية والإيطالية الأسبق بكلية اللغات والترجمة، نموذجٌ فريدٌ للأستاذ الذي يجمع بين الدراسة والتطبيق؛ فقد استطاع تعريف المصريين بلغة اليونان من خلال تأسيسه لقسم اللغات اليونانية والإيطالية بجامعة الأزهر، ثم غرس في اليونانيين محبة اللغة العربية عندما عمل مديرًا للمكتب الثقافي لسفارة مصر في اليونان، نتعرف منه على تاريخ قسم اللغات اليونانية والإيطالية، وذكرياته في التعامل مع اليونانيين طالبًا ومبعوثًا دبلوماسيًّا.

 

-نود التعرف على نشأة القسم؟ 

     أنشئ قسم اللغات اليونانية والإيطالية في بداية ثمانينيات القرن الماضي تحت مسمى: "اللغات الأوروبية القديمة وآدابها""، متبعًا في ذلك لائحة أقسام الدراسات اليونانية واللاتينية بالجامعات المصرية، وكان يدرس فيه مثل الجامعات الأخرى اللغة الإيطالية واللغة اليونانية الحديثة واللغة اليونانية القديمة واللغة اللاتينية، ثم اتجه القسم بعد ذلك إلى تكثيف دراسة اللغات الحديثة اليونانية والإيطالية، لا سيما أنهما الامتداد المباشر للغات الكلاسيكية (اليونانية القديمة واللاتينية).

-معنى ذلك أنه حدث تغيير في مسمى القسم الحالي؟

      نعم حدث ذلك بالفعل في أواخر 2007م؛ فقد تغير مسمى القسم إلى: "اللغات اليونانية والإيطالية" ليواكب تطورات المرحلة الراهنة، وتوجهات وفلسفة جامعة الأزهر العلمية والأكاديمية والدينية، وبما يتناسب مع سوق العمل بمتطلباته؛ إذ يحتوي هذا القسم على شعبتين (شعبة اللغة اليونانية وآدابها) و(شعبة اللغة الإيطالية وآدابها).

-هل يقتصر التدريس بالقسم على أساتذة الكلية؟                                                                  

     الأساتذة بالطبع هم الأساس، لكن استطعنا تحقيق طفرة علمية بالتعاون مع سفارات اليونان وإيطاليا وقبرص باستضافة عدد من الخبراء اليونانيين والإيطاليين؛ للتدريس بالقسم جنبًا إلى جنب مع السادة الأساتذة أعضاء هيئة التدريس؛ بهدف توثيق العلاقات العلمية، ورفع مستوى الطلاب خريجي القسم بشعبتيه، والحرص على إتقان اللغة، والتعرف على حضارتها، وثقافة شعبها، والاتصال المباشر بأهل اللغة.

-أترى أن هذا يكفي؟

     هذه خطوة من الخطوات، فبيننا بروتوكولات تساعد الطالب في استكمال دراسته في جامعات يونانية وإيطالية وقبرصية، فضلًا عن الزيارات العلمية لهم لليونان وقبرص وإيطاليا خلال فترة الدراسة؛ حتى لا يكونوا في معزل عما يدرسونه.

-نسمع عن اللغات اليونانية والإيطالية، لكن هل هي ذات أهمية في وقتنا المعاصر؟

     أية لغة لها أهمية فما بالك بلغة لها تاريخ عريق، فاللغة الإيطالية تتمتع بقدر وافرٍ من الأهمية بين اللغات الأوربية الحديثة؛ نظرًا لسهولة تعلمها وإتقانها، كما أنها تتمتع بإيقاعٍ موسيقي متميز؛ نظرًا لانتهاء جميع مفرداتها بحروف متحركة، أما بالنسبة للغة اليونانية فهي لغة تمتاز ببريقٍ خاصٍّ في أبجديتها وفي تركيب جملها؛ مما يجذب الطالب إلى دراستها، كما أنها ذات مرجعية ثقافية هائلة؛ إذ أنها تمثل المدخل لفهم الحضارة الإغريقية، وهي لغة ليست قاصرة على الحدود الجغرافية لدولة اليونان بل تمتد إلى أقطار أخرى، مثل: جزيرة قبرص.

-وماذا يعمل خريج هذه الأقسام؟

     نحن مهمتنا في المقام الأول هي التعليم، أما التوظيف فهي مهمة جهات أخرى، لكننا نؤهل لسوق العمل؛ فخريج كليتنا -بفضل الله- ينفرد عن أقرانه بحصيلة لغوية، أدبية، تاريخية، ثقافية، دينية، وهو ما يؤهله للعمل في مجال الترجمة في الصحافة والإعلام، ووكالات الأنباء، والجهات المعنية بالدولة، إضافة إلى العمل في مجال السياحة بجميع قطاعاته، وفي مجال التدريس بوزارة التعليم (ولا سيما بعد انتشار دراسة اللغة الإيطالية في المدارس الثانوية). إضافة للعمل بالشركات الإيطالية واليونانية العاملة في مجال الاستثمار في مصر، والتي تتضاعف يومًا بعد يومٍ، كما يمكنه استكمال دراسته والتعمق فيها من خلال الدراسات العليا بما تشمله من دراسات لغوية وأدبية وإسلامية وهو ما يميز الطالب الأزهري عن غيره من طلاب الجامعات الأخرى؛ حيث يحمل الطالب الأزهري على عاتقه مهمة نشر صورة الإسلام الوسطية، وتعريف العالم الغربي بالإسلام والدفاع عنه حالما تظهر قضايا فكرية غير مستندة على أصول قويمة وسليمة.

-ما دليلك على تميز خريج القسم عن أقرانه؟

    كلامي هذا ليس على العموم؛ فليس كل الطلاب مجتهدين، لكن أعني هنا الطالب الحريص على إتقان لغته ومعرفة دينه؛ فخريج الأزهر يتفوق على أقرانه من الجامعات الأخرى بما يمتاز به من إلمام بالعلوم الدينية الشرعية والثقافة الإسلامية، خاصة وأنه يدرس المواد التي تؤهله للرد على الافتراءات والادعاءات التي يسوقها البعض كمادة الاستشراق، ولا شك أن مثل هذا الخريج سوف يحمل على عاتقه ضرورة تمثيل الإسلام الحقيقي؛ بما يدعو إليه من التعارف بين أصحاب الديانات المختلفة، والتواصل فيما بينهم والتقريب وإزالة أو تصحيح سوء الفهم عن الإسلام الذي طفا على السطح في الآونة الأخيرة، والدفاع عن القضايا الإسلامية التي تثار بين الحين والآخر.

-حدث تقارب بين مصر وقبرص خلال الفترة الماضية، فهل انعكس أثره على الأزهر؟

   نعم، وقد زار السفير القبرصي الأزهر، وكان لزيارته آثار إيجابية؛ حيث اتفقنا على ترجمة أبرز عمل من نوعه مع وزارة الإعلام القبرصية، التي دعمت إلى إصدار دراسة مطولة عن المساجد ودور العبادة القبرصية، وتم ترجمة العمل لـ 5 لغات وَنُشِرَ في جميع دول العالم الإسلامي.

-حدثنا عن علاقتك باليونان؟

     أنتمي لجذور بورسعيدية؛ فيفصلني عن اليونان الشط، وقد عشت مع يونانيين في صغري تأثرت بهم، أتذكر منهم: "ماريا الخياطة" و"كوستا وياني البقال"، ثم شاء القدر أن التحق بقسم الأدب اليوناني واللاتيني في كلية الآداب جامعة القاهرة، وأعين معيدًا في كلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، وأدرس الماجستير والدكتوراه في اليونان، وأرتقي في السلم التعليمي حتى أصل إلى رئيس قسم الأدب اليوناني بجامعة الأزهر، ثم أكرمني الله بأن أكون الملحق الثقافي لمصر في اليونان، ومن خلال ما ذكرته لك فأنا أعدُّ اليونان وطني مثل مصر، وكذا اليونانيون الذين يعيشون في مصر يعشقون ترابها؛ فاليوناني يَعُدُّ مصر وطنه الثاني، وذكرياته محفورة في ذاكرته بحب مصر، ومن ثم مَنْ يسافرُ من مصر إلى اليونان، ومن يأتي من اليونان إلى مصر لا يشعر بالغربة، فأكاد أقول: إن هوية الشعبين واحدة؛ وإذ قرأنا التاريخ نجده ناطقًا بذلك؛ فالكلمة المشهورة التي قالها في مصر تعبر عن ذلك عندما قال: مصر هبة النيل، وحينما جاء اليونانيون إلى مصر في عهد محمد علي، شكلوا أكبر جالية أجنبية في مصر من حيث العدد والتأثير؛ لذلك كنا نجدهم في كل مكان، في القرية والمدينة والحارة، على عكس الجاليات الأجنبية الأخرى التي لا يمكن أن تقترب من القرى أو الصعيد بنفس اقتراب اليونانيين، لقد انصهرت الجالية اليونانية في الحارة والقرية المصرية؛ لذلك تأثرنا بهم من دون أن نشعر، وتأثروا بنا، وأصبحنا بهوية واحدة.

-ذكرت أنك عملت ملحقًا ثقافيًّا لسفارة مصر في اليونان؟

   نعم، وكان هذا كرم من الله عليً؛ فقد كنت أول أزهري – على حد علمي- يعمل في السلك الدبلوماسي في العصر الحديث، لدرجة أني وجدت صعوبة في إنهاء الإجراءات الورقية قبل سفري؛ لأن الجامعة أول مرة تتعامل مع هذا الوضع، وقد حلها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وكان وقتها رئيسًا للجامعة، وسافرت واجتهدت في عملي، وكانت علاقتي بأهلها طيبة؛ فهي بلد ليست غريبة علي، فقد زرتها طالبًا، وعشت فيها باحثًا، ونظرًا لما تفضل الله به علي من كرم، فتحقق تطور في الملف الذي كلفت به في نشر الثقافة المصرية؛ فقد رقيت مديرًا للمركز الثقافي  في سفارتنا باليونان.

-هل شعرت باختلاف عندما سافرت مبعوثًا دبلوماسيًّا؟

    لم أشعر باختلاف كبير؛ لأني أحب هذه البلدة، وتربطني صداقات كثيرة بأهلها، لكن شعرت بأنها مهمة تختلف عن غيرها؛ فقبل ذلك كنت ممثلًا لنفسي وجامعتي، أما الآن فأمثل مصر، وهو ما جعلني أتمسك بالرسمية التي يتطلبها عملي.

 

الموضوع السابق مدير المكتب الثقافي السابق لسفارة مصر بالهند يكشف أسرار تدريس اللغة الأردية في جامعة الأزهر
الموضوع التالي د. سلامه داود رئيس جامعة الأزهر في حوار للملتقى
طباعة
145 Rate this article:
لا تقييم

Please login or register to post comments.

x

حوارات

د. سلامه داود رئيس جامعة الأزهر في حوار للملتقى

د. سلامه داود رئيس جامعة الأزهر في حوار للملتقى

  • 14 نوفمبر 2022
  • الكاتب: mona dsouky
  • عدد المشاهدات: 161
  • 0 تعليقات
د. طارق رضوان، مدير المركز الثقافي لسفارة مصر في اليونان

د. طارق رضوان، مدير المركز الثقافي لسفارة مصر في اليونان

  • 27 يونيو 2022
  • الكاتب: mona dsouky
  • عدد المشاهدات: 145
  • 0 تعليقات
مدير المكتب الثقافي السابق لسفارة مصر بالهند يكشف أسرار تدريس اللغة الأردية في جامعة الأزهر

مدير المكتب الثقافي السابق لسفارة مصر بالهند يكشف أسرار تدريس اللغة الأردية في جامعة الأزهر

  • 27 يونيو 2022
  • الكاتب: mona dsouky
  • عدد المشاهدات: 94
  • 0 تعليقات

سفير النوايا الحسنة في أمريكا وصاحب جائزة النشر العلمي في الصين

كلمة غيرت مجرى حياتي عندما التحقت بزراعة الأزهر

  • 27 يونيو 2022
  • الكاتب: mona dsouky
  • عدد المشاهدات: 91
  • 0 تعليقات
د. جمال عبد الحي، نائب رئيس مجلس إدارة نادي أعضاء هيئة التدريس

د. جمال عبد الحي، نائب رئيس مجلس إدارة نادي أعضاء هيئة التدريس

  • 27 يونيو 2022
  • الكاتب: mona dsouky
  • عدد المشاهدات: 120
  • 0 تعليقات
RSS
12





Copyright 2024 by Al-Azhar Al-Sharif Terms Of Use Privacy Statement
Back To Top