الإذاعي محمد عبد العزيز : صديق الدراسة الذي أصبح أول سفير للمالديف في مصر

     درس الإذاعي محمد عبد العزيز في كلية الشريعة والقانون، وتخرج فيها عام 1965م بتقدير عام جيد جدًّا مع مرتبة الشرف، وكان له نشاط طلابي متميز؛ حيث كان رئيسًا لاتحاد طلاب الكلية، وارتبط بعلاقة صداقة بالطالب المالديفي مأمون عبد القيوم، وعقب تخرجه عمل بالإذاعة المصرية، فكان من رواد إذاعة القرآن الكريم، وأحد مؤسسي برامجها؛ إذ كانت تقتصر على إذاعة القرآن دون تقديم أو تعقيب، فكان عبدالعزيز صاحب العبارة الشهيرة (إذاعة القرآن الكريم من القاهرة)، كما كان أول مذيع للبرامج الدينية بالتليفزيون.

     وقد ذكر الإعلامي تهامي منتصر، مقدم البرامج الدينية بالتليفزيون المصري، مدير تحرير مجلة (آخر ساعة): كثير من الناس قد لا يتذكرون اسم محمد عبدالعزيز، لكنهم يعرفونه عندما يرون صورته أو يسمعون صوته، فقد تربي عليه كثير من الأجيال، فهو صاحب الصوت المميز لدعاء ما بعد الأذان (اللهم رب هذه الدعوة التامة...)، وبرامج (في رحاب الإيمان) و(قضايا معاصرة) و(أنوار الإيمان)، فضلاً عن تقديم شعائر صلاة الجمعة والفجر، وما لايعرفه الكثير عنه أن صداقته بمأمون عبدالقيوم كانت قوية وظلت متصلة عقب التخرج، وعندما صار عبدالقيوم رئيسًا لجزر المالديف أوكل لصديقه المصري القيام بالمهام الدبلوماسية في مصر، فأصدر قرارًا رئاسيًّا بتعيين الأستاذ محمد عبد العزيز عبد الدايم سفيرًا بدرجة وزير مفوض لبلاده في مصر، وسلمه جوازًا دبلوماسيًّا كشأن كل السفراء في العالم، وكانت تلك الدولة في طور النشأة الاقتصادية، فاتخذ عبدالعزيز من منزله مقرًا للسفارة، وقام بأعمال سفير المالديف في القاهرة، ووضع علم المالديف في شرفة بيته، الذي تحول إلى سفارة للمالديف، وأصبح كل مسافر يذهب إليه ويحصل على التأشيرة بالختم الرسمي على جواز السفر.

     وأضاف منتصر: لقد كان الإذاعي القدير متواضعًا، لم يفاخر بهذا ولم يعلنه كثيرًا، لكننا نعرف ذلك لقربنا منه، وقد حصلت شخصيًّا على تأشيرة دخول للمالديف بتوقيع السفير محمد عبد العزيز عبد الدايم.