الأزهريون في أمريكا .. نقطة الانطلاق لتأسيس المراكز الإسلامية

      تطلب تزايد أعداد المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية إنشاء مراكز إسلامية تجمع المهاجرين والمغتربين والمستوطنين للتعارف وعقد الاجتماعات في العطلة الأسبوعية، وقد كان من أبرز هذه المراكز وأشهرها: المركز الإسلامي بواشنطن الذي قام على يد علماء من الأزهر الشريف؛ فقد بدأت أعماله في 1949م بعد أن تألَّف من مسجد فخم البناء وجناحين خُصص أحدهما لمعهد يضم قاعة كبيرة للمحاضرات، ومكتبة تحتوي على آلاف الكتب القيمة، جُمعت من شتى أنحاء العالم الإسلامي، وخُصص الجناح الآخر لمسكن المدير والمكاتب التابعة للمعهد، وقد تولى إدارة المركز الدكتور محمود حب الله من 1951حتى 1955م، وقد كان «حب الله» من أبناء الأزهر الذين درسوا بكلية أصول الدين إلى أن حصل على الدكتوراه من لندن في 1943م، وتنقل في المناصب إلى أن صار أمينًا عامًّا لمجمع البحوث الإسلامية في 1963م، ثم تولى من بعده إدارة المركز الشيخ محمد عبدالرحمن بيصار، أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر، وشيخ الأزهر فيما بعد، وقد قضى الشيخ بيصار أربع سنوات في إدارة المركز بواشنطن عاد بعدها لمصر، فتولى الدكتور حب الله في مارس 1959م إدارة المركز مرة ثانية عقب عودته من مصر، وقد اتسع نطاق العمل به، واتسعت دائرة نشاطه في أنحاء أمريكا.

     وقد تضافرت كافة الجهود الإسلامية لبناء هذا الصرح، فتم اكتمال بنائه في خريف 1955م بمعاونة عشر دول إسلامية، منها: السعودية، وأفغانستان، والجمهورية العربية المتحدة، وإندونيسيا، وإيران، والأردن، واليمن، وباكستان، والعراق، وتركيا؛ حيث تكلف بناؤه ثلاثة ملايين دولار أمريكي، كما وضع تصميمه الهندسي المهندس المصري الدكتور مصطفى مؤمن، ليتم إعلان افتتاحه رسميًّا في 28 يونيو 1957م بحضور الرئيس الأمريكي أيزنهاور حيث ألقى خطابًا حرص فيه على تأكيد العلاقات الودية بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة.

     ويعد هذا المركز من أهم المراكز الثقافية الإسلامية بأمريكا لموقعه المتميز بالعاصمة واشنطن، ولإشراف مجلس محترم يضم سفراء الدول الإسلامية، فضلاً عن قيامه بدور كبير في التعريف بمبادئ الإسلام وتعاليمه السمحة لمن يريد التعرف على صورة الإسلام من الأمريكان .