الأزاهرة رواد النهضة التعليمية والدينية في بلادنا

الملحق التعليمي السابق لماليزيا أحمد زكوان: والدي تمنَّى زيارة مصر عندما رأى تجديدات الجامع الأزهر.. وزوجتي زارت مصر قبل مولدها

      عائلتي تعشق الأزهر؛ فوالدي تخرج في كلية الشريعة والقانون في 1972م، ثم حصل على دبلوم في التربية من جامعة عين شمس في 1973م، وحكى لي قصصًا كثيرة عن دراسته في الأزهر وحُبِّه لمصر؛ فهو لا ينسى أساتذته، ولا أصدقاءه، وكذلك لا يزال يذكر مشاركته مع نادي الوافدين في رحلة سياحية من الإسكندرية لأسوان على نفقة الأزهر؛ لأنه في تلك الفترة لم يكن يُسمح للطلاب الوافدين بزيارة المناطق البعيدة من القاهرة لدواعٍ أمنية، وبعد تخرُّجه حرص على زيارة مصر؛ فهو مدير معهد جوهور، فكان يأتي ضمن الوفد الرسمي لحكومة جوهور، وكل مرة كان يأتي فيها يحرص على زيارة المنزل الذي كان يسكن فيه في شارع الجمهورية بجوار قصر عابدين، وعلى زيارة الكلية التي تخرج فيها، ويقول لنا: «هنا سكنتُ»، وعندما أرسلتُ له صور الجامع الأزهر بعد تجديده أبدى إعجابه الشديد، وتمنى أن يأتي لزيارة لمصر، وقال إني أشتاق لزيارة الأزهر، ووالد زوجتي السيد رملي سالم عضو برلمان ماليزيا، ووزير الشئون الدينية السابق في ولاية جوهور، درس في الأزهر وتعرف على والدة زوجتي الأزهرية في مصر، وهو ما يعني أن زوجتي زارت مصر قبل مولدها وهي في بطن أمها، وقد قضيت خمس سنوات في مصر من خلال عملي الدبلوماسي مستشارًا تعليميًّا بسفارة ماليزيا، وكل شيء فيها له قصة وحكاية؛ فكنت أحرص على أن أصلي الجمعة مع أسرتي في مسجد مختلف عن الآخر حتى أتعرف على البلاد أكثر وأكثر؛ فوجدت اهتمامًا كبيرًا بدروس العلم وبعمارة المساجد، حتى إنني قررت أن أبني مسجدًا عقب عودتي، فاشتريت له هلالاً من مصر؛ لأن شكله جميل ويختلف عن الأشكال الموجودة عندنا.

وبلادنا تعتمد على منهج الأزهر الشريف والمذهب الأشعري في التعليم والحياة، وخريجو الأزهر هم من يقودون النهضة التعليمية والدينية في بلادنا، وأكاد أجزم بأن شيوخ الإفتاء في ماليزيا من أبناء الأزهر، أمثال أ.د تن سري عبد الشكور بن الحاج حسين، رئيس مجلس الفتوى الماليزي، ورئيس جامعة العلوم الإسلامية الماليزية الأسبق، والشيخ داتؤ نوح جادوت، مفتي ولاية جوهور الأسبق، والشيخ داتؤ محمد تحرير شمس الدين، مفتي ولاية جوهور حاليًا، وداتؤ محمد تمييز عبد الواحد، مفتي ولاية سلانجور حاليًا، وداتؤ مرتضى أحمد، مفتي ولاية نجري سمبيلان الأسبق، وداتؤ محمد يوسف أحمد، مفتي ولاية نجري سمبيلان حاليًا، وداتؤ الشيخ بدر الدين أحمد، مفتي ولاية قدح الأسبق، وداتؤ محمد شكري محمد، مفتي ولاية كلنتان حاليًا، إضافة للأساتذة البارزين من الرجال والسيدات، أمثال أ.د هدى بودا بنت محسن عبد المنان، الأستاذ في الحديث بالجامعة الوطنية بماليزيا، وأ.د داتؤ محمود زهدي بن عبد المجيد، الأستاذ بجامعة ملايا بماليزيا، وكذلك عدد من الوزراء؛ فكبير وزراء ولاية جوهور داتؤ حسن يونس تخرج في الأزهر، وحاليًا أعضاء المجلس الاستشاري الماليزي من أبناء الأزهر، منهم داتؤ محمد فخر الدين، رئيس فرع منظمة خريجي الأزهر، وداتؤ يحيى عبدالجليل، والدكتور محمد أكرم الدين، نائبا رئيس الفرع، وداتؤ وان محمد، عضو مجلس إدارة الفرع.