قصة الشيخ الكفيف الذي قاد الأزهر أربع سنوات
اختار علماء الأزهر بعد الإمام حسن العطار شيخًا كفيفًا يعرفون قدره ومكانته في العلم؛ فهو فصيح اللسان، شديد الذكاء، يجيد علوم الكلام والمنطق والفلسفة، مجيدٌ للفقه الشافعي، مستغرق في التصوف، وتتلمذ على يدي الشيخ العروسي، والشيخ الدمهوجي، والشيخ حسن العطار, وجميعهم تولوا مشيخة الجامع الأزهر قبله، إنه الشيخ برهان الدين حسن بن درويش القويسني الشافعي، المتولي مشيخة الأزهر في 1250هـ/1834م، وكان يجله العلماء ويقدره الأمراء، وتشدد له محبوه؛ كونه حجة في الفقه الشافعي، فبالغوا في محبته حتى قال أحدهم:
ولئن مضى حسن العلوم فلقد أتى حسن وأحسن من حسن
يا شــــاذلي السر في أعمالــهوعلومه يا شافعي على العلــــن
أنت المقدم رتـــبة ورياســـــةوديانة من ذا الذي ســـــاواك من؟
فقدموه على شيخه حسن العطار، ومدحوا زهده وكثرة صلاته، فكان شبيهًا بأبي الحسن الشاذلي، وأنه صار في مكانة لا يضاهيه فيها أحد، لدرجة أنهم قالوا عنه عقب توليه المشيخة :
ولئن وارى عنا حسنافلقد أبدى الحسن الأنور
قالت بشراه مؤرخةالفضل به زان الأزهر
واشتهر عنه زهده وصوفيته وصدق نيته، وأنه مستجاب الدعوة، وقد ظل -رحمه الله- يمارس شئون عمله كما يفعل المبصرون، ويواصل دروس علمه حتى وفاته في 1254هـ/1838م.