Menu

Search


12

قدرات خاصة

ثانية الجمهورية التي فقدت بصرها في الامتحانات
mona dsouky
/ أبواب: قدرات خاصة

ثانية الجمهورية التي فقدت بصرها في الامتحانات

زينب حربي: حَوَّلْتُ من علمي لأدبي، وأسرتي وأساتذتي هم عيني التي أبصرت بها

كتب: أحمد بعزق

    أبٌ مكافحٌ وأسرة محبة للخير، وأساتذة يعرفون معنى الإنسانية، وسط هذه الأجواء سارت زينب حربي على أعتاب الاجتهاد والتميز، حتى تفوقت على أكثر من ١١٣ ألف طالبٍ وطالبةٍ بالثانوية الأزهرية، فحصلت على المركز الثاني على مستوى الجمهورية شعبة أدبي كفيف بنسبة ٩٤.٢٩٪.

    حياة تملؤها المثابرة والأمل في عطاء الله؛ حيث بدأت زينب رحلتها في قرية كوم العرب بمركز طما محافظة سوهاج لأب يتحلي بالصبر وحب العلم وهو معلم العلوم الشرعية بمعهد فتيات مشطا الشيخ حربي شحاته دهمان، ابتلاه الله بفقد بصره وشلل في قدمه اليسرى فكان مثالًا للصبر والكفاح والإيثار، وانعكس أثر صبره على أولاده الستة: فاطمة، وزينب، وهاجر، وأميرة، وعائشة، ومحمد؛ فكانوا مثلًا يحتذى به في الأدب وحسن الخلق، أحب الأزهر وحبب فيه أبناءه؛ فمنحهم الله التميز والتفوق؛ فقد تفوقت زينب في دراستها والتحقت بالقسم العلمي بمعهد فتيات طما ووصلت الفرقة الثالثة وتركت بعض المواد الدراسية لتحسين مستواها العلمي، وفجأة لم تر زينب الورقة أمامها؛ فقد شاءت إرادة الله أن يبتليها بفقد بصرها قبل أن يتحقق مرادها، فكان اختبارًا صعبًا آلمها نفسيًّا، فسارع الأهل إلى الأطباء لمعرفة ما أصابها، فكانت نتيجة الأشعة والفحوصات الطبية أن زينب أصبحت "كفيفة"، وهنا بدأت رحلة المعاناة في تحويل قيد زينب الدراسي من القسم العلمي إلى الأدبي كفيف، وبعد محاولات وفحوصات وقومسيون طبي وافق قطاع المعاهد على طلبها؛ لتستكمل زينب مسيرتها العلمية والألم الداخلي يعتصرها، إلى أن أيقنت أن العمى هو عمي القلوب وليس العيون، فاستمدت من والدها صبره، ومن أسرتها المحبة، ووجدت في معهدها الجديد (فتيات مشطا) - التي نقلت له؛ لقرب المسافة بينه وبين قريتها- الإيثار والتعاون، فهبت عزيمتها للتفوق والجد، ثم كانت شقيقتها هاجر الطالبة بالصف الثالث الثانوي أدبي هي عينها التي تبصر بها، تلازمها في الصباح والمساء، وتستذكر معها الدروس، وكان لأساتذتها الفضل في رفع روحها المعنوية؛ فالشيخة شادية، عميدة المعهد، تذلل لها العقبات، والشيخ محمود شوقي، مدرس القراءات، يضاعف لها الحصص الدراسية لتكون ستة بدلًا من ثلاثة، والشيخ محمد حسن فرغلي، معلم اللغة العربية، يشرح لها النحو والصرف والقراءات، ويذهب لمنزلها ليشرح لها ما استصعب عليها على نفقته الخاصة، وهو ما أسهم في تغيير حالتها النفسية.

    زينب تقول: إنها اجتهدت وقد عوضها الله جزاء صبرها ليرضي والديها وأساتذتها، فهي مدينة لأسرتها ولشقيقتها هاجر ولجميع أساتذتها بمعهد فتيات مشطا بالفضل، وتدرس زينب الآن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بسوهاج، وتأمل أن يستمر تفوقها لتعين معيدة في الكلية، وأن تساعدها الجامعة حتى تستكمل علاجها وتسترد بصرها، وأن تكرمها بعمرة لزيارة بيت الله الحرام.

الموضوع السابق قصة الشيخ الكفيف الذي قاد الأزهر أربع سنوات
الموضوع التالي اختيار دكتور جامعي عضوًا بلجنة الانضباط بالاتحاد المصري الباراليمبي للكرة الطائرة
طباعة
84 Rate this article:
لا تقييم

Please login or register to post comments.

x



Copyright 2024 by Al-Azhar Al-Sharif Terms Of Use Privacy Statement
Back To Top