Menu

Search


اختيار دكتور جامعي عضوًا بلجنة الانضباط بالاتحاد المصري الباراليمبي للكرة الطائرة
mona dsouky
/ أبواب: قدرات خاصة

اختيار دكتور جامعي عضوًا بلجنة الانضباط بالاتحاد المصري الباراليمبي للكرة الطائرة

د. أحمد منطاش: جعلت من إعاقتي نقطة قوتي

كتب: السيد خليفة

     بدأت قصتي عندما أصبت بالحمي وأنا في سن ستة أشهر؛ مما نتج عنه شلل بالقدمين، وبدأت الرحلة في علاجي التي لم يتوان فيها والداي بذلًا للغالي والنفيس من أجل شفائي، ولله الحمد نجح مسعاهما في شفاء القدم اليمني وبقيت اليسرى كهدية من الله، وحافزًا على استكمال الطريق، وأصبح الجهاز التعويضي رفيقي حتى المرحلة الإعدادية والذي كان في حد ذاته تحديًا بالنسبة لي، وقد رفضت العجز والسقوط منذ صغري؛ فقد عرض عمي على والداي - رحمة الله عليهما- أن يأتي لي بعجلة ذوي الإعاقة حتى تُسَهِّلَ علي حركة الذهاب إلى المدرسة التي كانت تبعد عن بيتي مسافة كبيرة بالنسبة لي، وقد رفضت بشدة، وبكيت كما لم أبكِ من قبل بمجرد رؤيتي لتلك العجلة، ورفضتها رفضًا قاطعًا؛ لأنها مثلت لي إعاقتي وعجزي أمام عيني، وحتي أثبت لنفسي أنني سوي ولن أسقط طلبت من والدي دراجة عادية كباقي دراجات الأطفال في سني بـسناداتين، وبعد أسبوع رفعت السنادة اليمنى وبعد الأسبوع الآخر رفعت السنادة اليسرى وأصبحت الدراجة بعجلتين فقط دون سنادات، فكانت فرحتي عارمة، وقلت لهم: ها أنا ذا لم يعوقني شيء، وفي عمر الخامسة وقبل التحاقي بالمدرسة رحلت أمي وكان ذلك بمنزلة تحدٍّ آخر، وتحمل أبي المسئولية كاملة فكان أبًا وأمًّا وصديقًا؛ فالتحقت بمعهد أوسيم الأزهري، وشجعني وساعدني الجميع ولكن بعض المساعدة الممزوجة بالعطف قد تضر، فقد وصلت إلى الصف الرابع وأنا أتعثر بالقراءة والكتابة إلى أن واجهتني معلمتي بالصف الخامس الأستاذة نادرة بكلام يشبه كثيرًا كلام أبي بأن " ليس لك طريق سوى التعليم" وعاقبتني بضعف عقاب الآخرين، وكان هذا تحديًا آخر، وموقفًا فاصلًا ولحظةَ تحولٍ، واتقنت بعد فترة وجيزة القراءة والكتابة، وكان يتملكني شغف كبير لدرجة المواظبة على قراءة الجرائد بشكل يومي، وكتابة الشعر والقصص القصيرة مما نما مداركي المعرفية والثقافية، والحمد لله نجحت في تخطي هذه العقبة وواصلت تعليمي بعدها وأنا من الأوائل حتي جاء تحدٍّ آخر وهو الثانوية الأزهرية وحلمي بكلية الصيدلة التي لم يكتبها الله لي على درجات بسيطة مع كوني الأول على المعهد، ودخلت كلية العلوم لمدة أسبوعين، ثم حولت إلى كلية التجارة فجعلت منها هدفًا وتحديًا جديدًا؛ فقد تطلعت أن أكون ضمن هيئة التدريس بها، فحصلت في الفرقة الأولى على تقدير جيد جدًّا، وكان ترتيبي الثالث على الدفعة، وتخرجت من الفرقة الرابعة شعبة محاسبة بتقدير جيد جدًّا عام 2003م، ثم التحقت مرة أخرى بشعبة إدارة الأعمال عام 2004م وحصلت على تقدير ممتاز الثاني على الدفعة، فأصبحت حاصلًا على درجتي بكالوريوس، وهنا بدأ تحدٍّ جديدٍ وهو سوق العمل، وبالفعل واجهت تعنتًا وتمييزًا ضدي من كثير من الأماكن على الرغم من تفوقي، ولم أيأس ولم أجلس في البيت انتظارًا لوظيفة تناسبني، فعملت بكثير من الوظائف، منها: التدريس، حتى جاء توفيق الله وعينت في أحد البنوكببلدتي أوسيم، وبعد فترة قُبلت بالجهاز المركزي للمحاسبات، وكان لا يقبل سوى الحاصلين على جيد جدًّا، وعلى الرغم من بُعد مسافة الجهاز عن محل سكني إلا أنني فضلت الجهاز؛ لمكانته وطبيعة عمله، كل هذا ولم أنس حلمي واستكمال دراستي العليا بالجامعة، وظللت أعمل بالجهاز لمدة 7 سنوات حتي تم تعييني بدرجة مُعيد بكلية التجارة جامعة الأزهر، وهنا تحقق الحلم الذي سعيت جاهدًا من أجله منذ أن وطأت قدماي جامعة الأزهر، فضحيت من أجله بالغالي والنفيس على الرغم من مكانة الجهاز وعائده المادي، وتعب العمل بالجامعة وبالأخص مع ظروف إعاقتي، ولكنه الأمل والحلم، وتدرجت حتى حصلت على الدكتوراه عام 2020م.

     وعلى الجانب الرياضي والاجتماعي والعمل العام كانت البداية عام 1997م مع لعبة التنس طاولة بنادي ياسمينا للمعاقين بإمبابة، وكانت المسافة بعيدة ومُرهقة جسديًّا وماديًّا، وبعد عامين تم إنشاء وحدة لذوي الإعاقة بمركز شباب أوسيم على يد الكابتن يوسف الزيني وأحمد العطفي وكنت من أوائل الملتحقين بها، ومن هنا بدأت علاقتي بممارسة رياضة ذوي الإعاقة والالتحام بهم وبمشاكلهم؛ حيثُ قمنا بتأسيس جمعية خيرية خاصة بنا، كما قمنا في عام 2006م بتأسيس نادي "فرسان الإرادة للمعاقين بأوسيم" واستكملت به طريقي لاعبًا لتنس طاولة والكرة الطائرة جلوس، وشاركت ضمن فرقه في عديد من البطولات حتى عام 2016م عندما حصلت على الدورة الأساسية لإعداد المدربين، واجتزتها بتقدير جيد جدًّا، وأصبحت مدربًا معتمدًا وعضوًا رسميًّا بنقابة المهن الرياضية، ومن المعاقين القلائل الذين نالوا عضويتها، ثم رُشحت عام 2017م لمنصب نائب رئيس مجلس إدارة نادي فرسان الإرادة الذي أتشرف أن أكون أحد أبنائه، كما نلت شرف عضوية لجنة الانضباط بالاتحاد المصري البارالمبي للكرة الطائرة، وعضو مجلس إدارة الاتحاد المصري لرياضات الأقزام (تحت التأسيس) ممثلًا عن النادي، ولا تزال أحلامي مستمرة، وأعلم أن الطريق طويل وبه كثير من التحديات والعقبات لكن شعاري: "ذوو الإعاقة قادرون على صناعة الفرق؛ لذلك كن أنت ولا تكن غيرك، واستعن بالله ولا تعجز".

الموضوع السابق ثانية الجمهورية التي فقدت بصرها في الامتحانات
طباعة
76 Rate this article:
لا تقييم

Please login or register to post comments.

x

قدرات خاصة

اختيار دكتور جامعي عضوًا بلجنة الانضباط بالاتحاد المصري الباراليمبي للكرة الطائرة

اختيار دكتور جامعي عضوًا بلجنة الانضباط بالاتحاد المصري الباراليمبي للكرة الطائرة

د. أحمد منطاش: جعلت من إعاقتي نقطة قوتي

  • 25 يونيو 2022
  • الكاتب: mona dsouky
  • عدد المشاهدات: 76
  • 0 تعليقات
ثانية الجمهورية التي فقدت بصرها في الامتحانات

ثانية الجمهورية التي فقدت بصرها في الامتحانات

زينب حربي: حَوَّلْتُ من علمي لأدبي، وأسرتي وأساتذتي هم عيني التي أبصرت بها

  • 25 يونيو 2022
  • الكاتب: mona dsouky
  • عدد المشاهدات: 85
  • 0 تعليقات

قصة الشيخ الكفيف الذي قاد الأزهر أربع سنوات

  • 25 يونيو 2022
  • الكاتب: mona dsouky
  • عدد المشاهدات: 94
  • 0 تعليقات
لهذه الأسباب ...الكفيف ممنوع من كلياتٍ في الأزهر بأمر التنسيق!

لهذه الأسباب ...الكفيف ممنوع من كلياتٍ في الأزهر بأمر التنسيق!

  • 25 يونيو 2022
  • الكاتب: mona dsouky
  • عدد المشاهدات: 107
  • 0 تعليقات

قائد العميان ضرب نابليون بونابرت على وجهه، وقال له : هذه يد الشعب وليست يدي

الشيخ سليمان الجوسقي

  • 25 يونيو 2022
  • الكاتب: mona dsouky
  • عدد المشاهدات: 80
  • 0 تعليقات
RSS
12



Copyright 2024 by Al-Azhar Al-Sharif Terms Of Use Privacy Statement
Back To Top