12

الرأى

هدية الله للأزهر
mona dsouky
/ أبواب: رأى

هدية الله للأزهر

 

د.غانم السعيد

 عميد كلية اللغة العربية بالقاهرة

     كان الأزهر منذ افتتاحه في ( 361هـ - 972م)، مقصدا لكل المسلمين من جميع بلاد العالم، يفدون إليه ليطلبوا العلم على يد شيوخه وعلمائه، وهم في ذلك متساوون في الحقوق والواجبات مع الطلاب المصريين، بل زادوا عليهم بإنشاء أروقة تسمى ببلادهم يتلقون العلم فيها، ويسكنون بها، مثل رواق الجبرت، والأتراك، والمغاربة، وغيرهم، كما كانت تجرى عليهم الجرايات، ويحدد لكل واحد منهم راتب شهري يتقاضاه من أوقاف الأزهر، وعندما يتخرج أحدهم ويعود إلى بلده فإنها تكرمه وتوليه منصبا رفيعا إجلالا وتعظيما لمؤسسة الأزهر التي تعلم فيها، فكان منهم سفراء ووزراء، ورؤساء حكومات، ورؤساء جمهوريات، ولما قامت ثورة ١٩٥٢م، أولت الطلاب الوافدين إلى الأزهر اهتماما بالغا، فأنشأت لهم مدينة البعوث الإسلامية، كما خصصت لهم كثيرا من المنح الدراسية، وفي عهد فضيلة الإمام الطيب بلغت الرعاية بالوافدين أوْجَها، فأولاهم فضيلته عناية شديدة وبالغ في إكرامهم بزيادة المنح والعطايا وتذاكر السفر وإهداء رحلات الحج، ولهذه الرعاية غير المحدودة للطلاب الوافدين، أطلقوا على فضيلة الإمام ( أبو الوافدين) وقد تعرض هؤلاء الوافدون إلى إغراءات كثيرة من دول متعددة وعدتهم بمنح وعطايا ورعاية تفوق كثيرا ما يقدمه لهم الأزهر، ولكنهم رفضوا كل هذه الإغراءات وأصروا على الدراسة في الأزهر الشريف للمكانة التي يحتلها في قلوبهم وعقولهم، كما أن بلادهم تطمئن إلى وجودهم في الأزهر حيث المنهج الوسطي المعتدل، والحقيقة أن هؤلاء الوافدين هم رسل مصر والأزهر في بلادهم، وأن انتماءهم إلى مصر لا يقل أبدا عن إنتمائهم إلى بلادهم، ولذلك فإني أراهم هدية الله للأزهر الشريف، وأنهم يستحقون منا كل العناية والاهتمام.

الموضوع السابق ذوو البصائر
الموضوع التالي أم الجامعات
طباعة
134 Rate this article:
لا تقييم

Please login or register to post comments.

x




Copyright 2024 by Al-Azhar Al-Sharif Terms Of Use Privacy Statement
Back To Top