عالمية الأزهر

ا.د/ محمد حسين المحرصاوي

ملتقى الأزهر تحظى مصر بمكانة عالمية قديمًا وحديثًا، وقد ازدادت مكانتها بوجود الأزهر حتى صار اسمُها مقرونًا به فقيل: (مصر الأزهر) وقد شرُفت بأن زرت دولًا متعددة ممثلا للأزهر الشريف ورأيتُ من مكانته ما إذا حُكي لن يصدق؛ فيكفي أن يردد طلاب دول شرق آسيا نشيد: (طلع البدر علينا) عندما يرون وفدًا أزهريًّا ينزل ضيفًا عليهم، ولهذه المكانة التي حظي بها الأزهر فلم يعد مِلكًا لمصر وحدها وإنما هو مِلك للعالم الإسلامي بأسره، والدليل على ذلك أن جامعة الأزهر بها أكثر من مائة وعشرين جنسية تدرس في الكليات النظرية والعملية ثقة في الأزهر، وقد عادوا إلى بلادهم ملوكًا ورؤساء ووزراء وسفراء، وما أجملَ قصيدةَ أميرِ الشعراء التي منها:

قُم في فَمِ الدُنيا وَحَيِّ الأَزهَرا *** وَانثُر عَلى سَمعِ الزًمانِ الجَوهَرا

وَاذكُرهُ بَعدَ المَسجِدَينِ مُعَظِّمًا *** لِمَساجِدِ اللهِ الثَلاثَةِ مُكبِرا

إنه رمز الوسطية والاعتدال، والتسامح والحب والإخاء وقبول الآخر، وفي جامعته تدرس العلوم العربية والشرعية والعلمية؛ فكانت مقصدًا لآلاف الطلاب من شتى البقاع والبلدان، يجلس في قاعاتها العربي والرومي والحبشي والفارسي والأوروبي فتتجسد فيها عظمة الإنسانية في الاجتماع تحت راية الإسلام واللغة العربية، فحُق لكلِّ واحدٍ ينتسبُ إلى هذه المؤسسةِ العريقةِ أنْ يقولَ : أنا أزهريٌّ وأفتخر، وتأتي هذه المجلة (الملتقى) ضمن الأعمال الإعلامية لتوثيق أخبار الأزهر وجامعته، وتربط حاضره بماضيه؛ لتكون رافدًا مهمًّا من روافد المعرفة العامة عن أزهرنا الشريف .