12

الرأى

الأزهر ملتقى العالم
mona dsouky
/ أبواب: اخبار, رأى

الأزهر ملتقى العالم

أ.د/ سلامه داود

 

     (الأزهر) كلمة جامعة للصفاء والنقاء ازدادت بهاء عندما أضيف إليها كلمة  (الشريف) فصارت  موطنًا لكل عربي وأجنبي، و ملتقى لقارات العالم إذا فكرت في تسميتها  وعدت لأصلها، وجدتها عريقة تعود أصولها لأكثر من ١٠٨٠ عامًا حياتها مرتبطة بالعبادة والعلم، فلك أن ترجع إلى أصل مسماها الشائع  (الجامع الأزهر الشريف) وتفسره بما يليق به فهي كلمات ثلاث  مكسوة بالمهابة والجلال لارتباطها بأسمى الصفات العبادة والعلم فكلمة  الجامع فيها ربط العلم بالعبادة فالعلم عبادة والجامع مسجد والمساجد في الإسلام محاريب علم كما أنها محاريب عبادة، فالأزهر بمعاهده وكلياته محاريب علم وعبادة يمتثل قول ربنا جل وعَلا "واتقوا الله ويعلمكم الله" ورحم الله شوقي عندما قال: 


زيدت الأخلاق فيه حائطا فاحتمى فيها رواقًا وَقِبابا
قسما لولاه لم يبق بها  رجل يقرأ أو يدري الكتابا 


      إضافة إلى أنه - الأزهر- يجمع الأمة ولا يفرقها وإلا خلت الاسماء من معانيها وقديما قالوا: لكل اسم نصيب من مسماه وقال الشاعر : وكلما أبصرت عيناك من رجل إلا ومعناه إن فكرت في لقبه، ولو دققنا في الكلمة -  الأزهر - التي صارت علما على هذه المؤسسة العلمية فهي أفعل تفضيل من (زهر) كما يقول شيوخي في النحو تيمنا وتفاؤلا بأنه سيكون هو الأعلى والأظهر و الأشهر بين مؤسسات العلم وهذا يعني أن هذه المؤسسة لا ترضى للطالب ولا للأستاذ ولا لكل من يعمل فيها إلا أن يكون هو الأعلى والأقوى والأزهر والأنور والأبهر وفي كلمة الأزهر أيضا جمال من الزهر لأنه يفتح آفاق العلم والمعرفة كما تتفتح الزهور عن أكمامها أما كلمة الشريف فلم تجر العادة بوصف المساجد والجوامع بهذه ولكني رأيتهم في بلاد الحرمين الشريفين يقولون عند البيت الحرام في مكة المكرمة يقولون الحرم الشريف ويقولون عند مسجده صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة بنوره صلى الله عليه وسلم المسجد النبوي الشريف والروضة الشريف فوصف الجامع الأزهر بالشريف يتصل  بالحرمين الشريفين ويأوي إلى هاتيك البقاع المطهرة وأنعم به من شرف.


     أما جامعته التي نتشرف بالانتساب إليها فهي معلم بارز تهوى إليه الأفئدة وتشتاق للجلوس في قاعاته النفوس، قصدها المتحابون فازدادت محبتهم، وجلس فيها من فرقتهم الحدود فتصالحوا وصار حبل ودهم ممدود، جمعت من شتى العلوم والفنون: الإسلامية، والعربية والهندسية، والطبيعة، والزراعية، والاقتصادية، والطبية، وحرصت على حفظ التراث وتنقيته، وسعت لمواكبة التطورات التكنولوجية فكان شعارها أنها جامعة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، نسأل الله أن يبقي ذكرها ويعم نفعها فتكون سببًا في نشر السلام ورفع راية الإسلام. 

أ.د/ سلامه داود

رئيس جامعة الأزهر
 

الموضوع السابق عالمية الأزهر
طباعة
486 Rate this article:
لا تقييم

Please login or register to post comments.

x




Copyright 2024 by Al-Azhar Al-Sharif Terms Of Use Privacy Statement
Back To Top