أم الجامعات

بقلم: ضياء أبو الصفا، نائب رئيس تحرير جريدة الأخبار

جامعة الأزهر.. لا أدري كيف أبدأُ حديثي عنها وأنا المرتبط بمتابعة أخبارها منذ حوالي عشر سنوات، مرت الجامعة بمراحل تطور كبيرة، خاصة مع تولي الدكتور أحمد الطيب منصب الإمام الأكبر عبر بوابتها، فيسر لها- وهو الأدرى بأحوالها- ما يعين على الارتقاء بها، نعلم أنها تحتاج كثيرًا من الأمور حتى يتحقَّق ما يأمله ونأمله وتأمله مصر كلها منها، ولكن الجهد المبذول مقدر في ظل دور تقوم بها تنوء الجبال بحمله؛ سواء فيما يتعلق باحتضان آلاف الدارسين من الوافدين، فضلا عن مئات الآلاف من المصريين للدراسة في جنباتها، أو فيما يتعلق بدور مستشفياتها الجامعية، التي تعالج كل أبناء مصر مجانًا، فضلًا عن قوافلها الطبية التي تصل إلى المناطق النائية، وتمد يد العون لكل من يحتاج إلى خدماتها في كل أرجاء الدنيا.

جامعة الأزهر كيان كبير، عجزت أيادي المخربين أن تنال منه بعد ثورة يناير، على الرغم من الأضرار التي طالت مبانيها، ومن محاولات النيل من علمائها، إلا أنهم صمدوا واستمسكوا بعروة الوسطية، فخاب سعي الكائدين، وسلمت وسلم أهل العلم.

بتوفيق من الله وبفضل رجال مخلصين تقاوم الجامعة- أيضا- تطرفًا من نوع آخر، يقوده تيار يسعى للهدم، متمسحًا بثياب الإصلاح؛ عبر بوابة فصل الكليات العملية عنها، فيأتي الرد عمليًّا من خلال التفوق المستمر لعلمائها في مجال الطب والرياضيات والهندسة والعلوم الزراعية، وتفوق علمائها وطلابها في هذا المضمار، الذي يوازي ريادتها في العلوم الشرعية والعربية.

ننتظر كثيرًا من أم الجامعات وأصل العلم في مصر «جامعة الأزهر»، وندعو الله أن يوفق القائمين عليها لما فيه الخير لمصر والعالم أجمع.